لعب القديس يوحنا دي لاسال دورًا بارزًا في تأسيس كليّات التدريب للمعلّمين العلمانيين ومدارس التأهيل وتعليم اللغات الحديثة والفنون والعلوم.
وانتشرت التربية وأساليب التعليم اللاساليّة من فرنسا إلى كل أنحاء العالم، بحيث تحمل اليوم العديد من المؤسسات التعليميّة المسيحيّة اسمه.
في الوقت الحاضر، تمثّل رهبانيّة إخوة المدارس المسيحيّة إحدى أكبر الرهبانيّات التعليميّة في العالم، وفي الأرض المقدّسة، هناك 6 مؤسسات تعليميّة تابعة لإخوة المدارس المسيحيّة في عمّان والقدس وبيت لحم ويافا، فضلًا عن جامعة بيت لحم.
دي لاسال… مصلح شجاع ورائد ثقافة القيامة
تناول البابا فرنسيس في أحد لقاءاته جماعة إخوة المدارس المسيحيّة دور القديس دي لاسال في التربية بالقول: في محاولة إعطاء أجوبة لمتطلّبات زمنه في إطار المدرسة، أطلق القديس جان باتيست دي لاسال إصلاحات شجاعة في أساليب التعليم، إذ حرّكته في هذا الأمر واقعيّة تربويّة رائعة، فاستبدل اللغة اللاتينيّة التي كانت تُستعمل في التعليم باللغة الفرنسيّة، وقسّم التلاميذ على مجموعات تعلُّم متجانسة في ضوء عمل أكثر فعاليّة، وأقام مراكز تنشئة للشباب الذين كانوا يريدون أن يصبحوا معلّمين. لقد كان يحلم بمدرسة مفتوحة للجميع، ولذلك لم يتردّد في مواجهة الضرورات التربويّة إذ أدخل أسلوب إعادة تأهيل من خلال المدرسة والعمل.
واعتبر البابا فرنسيس القديس دي لاسال رائدًا لـ"ثقافة القيامة"، ولا سيّما في تلك الأطر الوجوديّة حيث تسود ثقافة الموت، مؤكدًا أن صورته الآنيّة على الدوام تشكّل عطيّة للكنيسة وحافزًا ثمينًا للرهبانيّة التي أسّسها لاتّباع متجدّد وحماسي للمسيح.