بيروت, الاثنين 24 يوليو، 2023
تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القديسة كريستينا في 24 يوليو/تمّوز من كل عام. هي من تخلّت عن عبادة الأوثان، معلنةً إيمانها بالمسيح بشجاعة، فتحمّلت آلامها حبًّا به، ونالت إكليل المجد.
وُلِدَت كريستينا في مدينة صور اللبنانيّة في أواخر القرن الثالث. ترعرعت في أسرة وثنيّة، وكان والدها الحاكم أوربانوس المعروف بكرهه الشديد للمسيحيين واضطهادهم من دون رحمة، وهم كانوا يحملون آلامهم بفرح عظيم حبًّا بالمسيح. كانت كريستينا تشاهد ما يتعرّضون له من تعنيف وتعذيب، فتأثّرت بشجاعتهم وقوّة إيمانهم. عندئذٍ، لمست نعمة المسيح كيانها، وآمنت بكلمته المقدّسة، ثمّ نالت سرّ العماد من دون علم أبيها.
تميّزت كريستينا بجمالها الساحر. وكان أبوها يخاف عليها من مخالطة الناس، فجعلها في حصن، ووفّر لها كل سبل الراحة، ووضع لها الأصنام كي تقدّم لها الذبائح والسجود. لكنّ كريستينا حطّمتها كلّها، وأعلنت إيمانها بالربّ يسوع. حينئذٍ، غضب والدها وثار جنونه عليها، ثمّ هدّدها بالعذاب والموت إن لم ترجع عن ايمانها وتكفر بالمسيح. فقالت له بشجاعة: «أنتَ يا أبي تستطيع أن تعذّبني وتقتلني، إنّما لا يمكنك أن تفصلني عن إيماني بالربّ يسوع ومحبّتي العظيمة له».
عندئذٍ، أمر بتعذيبها، فضُرِبَت بالسياط ومُزِّقَ جسدها الطريّ بمخالب من حديد حتى سالت دماؤها أرضًا. ثمّ وضعها في السجن، فزارها ملاك الربّ ليلًا وشفاها. في الصباح التالي، صُدِمَ والدها عند رؤيتها سالمة، فأمر أن يُعلَّق في عنقها حجر وتُرمى في البحر، لكنّ ملاك الربّ أنقذها من الغرق. لم يتحمّل أبوها ما حصل، فوُجِدَ ميتًا في سريره من شدّة قهره.