في منطقة أومبريا الإيطاليّة وعلى بُعد ساعة فقط من روما، تقع بلدة صغيرة اسمها أورفييتو، احتضنت الباباوات ومنها بدأ تقليد كبير مرتبط بالقربان المقدّس.
في القرن الثالث عشر، عرفت إيطاليا زمن اضطرابات وصراعات، فوجد خمسة باباوات مأوى آمنًا في أورفييتو. كان البابا أوربان الرابع (1261-1264) أوّلهم، وتلاه البابا غريغوريوس العاشر (1271-1276)، ثمّ البابا مارتينوس الرابع (1281-1285)، والبابا نيكولاوس الرابع (1288-1292)، وأخيرًا البابا بونيفاس الثامن (1294-1303).
في العام 1263، وقعت معجزة في بلدة بولسينا القريبة من أورفييتو أدهشت العالم. يومها، وبعدما عاش الكاهن الألماني بيتر من براغ حالة شكٍّ بالحضور الحقيقي للمسيح في القربان المقدّس، بدأ دم يتدفّق من القربان على يدَي الكاهن وعلى المذبح في خلال الذبيحة الإلهيّة. فانطلق الكاهن إلى أورفييتو على عجل، حيث استمع البابا أوربان إلى قصّته، آمرًا بإجراء تحقيق. وبعد التأكد من صحّة قول الكاهن، أعلن البابا حصول معجزة. وطلب نقل قطع القماش التي صبغتها الدماء إلى كاتدرائيّة أورفييتوفي موكب مهيب حيث حُفِظَت حتى اليوم.
بعد مرور عام، أعلن البابا أوربان الرابع عيد الجسد الإلهي يومَ اعتراف بهديّة القربان المقدّس العظيمة. وكلّف البابا يومها القديس توما الأكويني تأليف تراتيل لهذه المناسبة.
أمّا اليوم، فبإمكان كل من يزور هذه البلدة القديمة تأمُّل جمال كاتدرائيّتها. بُنِيَت هذه التحفة المعماريّة في القرن الرابع عشر، وتميّزت منذ ذلك الوقت بواجهتها الرائعة المزيّنة بفسيفساء ذهبيّة وزجاجيّات كبيرة وأبواب برونزيّة ضخمة.