المتن, الأحد 23 يوليو، 2023
على رابيةٍ في قرية الشبانيّة بمنطقة المتن في لبنان، ووسط غابات الصنوبر والكروم والعنب والتين، يقع دير مار أفرام الرغم، معقل الرهبان الأقدم لطائفة السريان الكاثوليك في بلاد الأرز. فما هي أهمّ المحطات التي مرّ فيها هذا الصرح التاريخي منذ نشأته حتى يومنا الحالي؟
في 14 أغسطس/آب 1701، ليلة عيد انتقال العذراء إلى السماء، قبضت الدولة العثمانيّة في حلب على بطريرك السريان الكاثوليك بطرس السادس شاهبادين ومطران المدينة رزق الله أمين خان مع عدد من الكهنة والرهبان والعلمانيين من أبناء الكنيسة. فقاسى هؤلاء أشد أنواع العذابات من جلد وتجويع عبر سوقهم إلى قلعة أضنة وسجنهم فيها. وانتهى الأمر باستشهاد البطريرك والمطران.
وبعد وساطة فرنسيّة، أُخْلِيَ سبيل المسجونين الباقين في أواخر العام 1704 وعادوا إلى حلب. لكن نيران الاضطهاد لم تخمد، فسعى السريان للانتقال إلى جبل لبنان. هناك، قابلوا البطريرك الماروني يعقوب عواد الذي نصحهم بالذهاب إلى قرية الشبانيّة. وعلى الرغم من مواجهتهم بعض الصعوبات في الحصول على أرض لبناء دير عليها في القرية، عادت أمنيتهم وتحقّقت.
سُمِّيَ الدير بـ«الرغم» لأنه يقع قرب عين ماء تُدعى الرغم. وفي العام 1730، شيّد الرهبان كنيسةً فيه. وقد أمسى من أرقى أديار لبنان، فارتاده أولاد القرية وأبناء الأمراء المحلّيين، وتلقّوا فيه المبادئ الدينيّة وتعلّموا اللغات العربيّة والسريانيّة والإيطاليّة واللاتينيّة وباقي العلوم السائدة حينها.