بيروت, الأربعاء 19 يوليو، 2023
تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القديسة الشهيدة مارغريتا في تواريخَ مختلفة، منها 19 يوليو/تمّوز من كل عام. هي من ترعرعت منذ طفولتها على محبّة المسيح، فكانت شاهدة أمينة لكلمته المقدّسة حتى الاستشهاد.
أبصرت مارغريتا النور في أنطاكية. كان والدها أيزيديوس كاهنًا وثنيًّا متعصّبًا. ماتت أمّها وهي رضيعة، فتولّت مربّية مسيحيّة أمر العناية بها، وعلّمتها أسس الإيمان القويم حتى غدت شاهدة أمينة لكلمة الربّ يسوع، ونذرت بتوليّتها له، ونالت سرّ العماد. كانت الصاعقة الكبرى حين علم والدها أنّها اعتنقت الديانة المسيحيّة، فغضب وحزن جدًّا. كما استخدم معها كل السبل بهدف جعلها تكفر بالمسيح، لكن من دون جدوى، لأنّها تجذّرت أكثر في محبّته. حينئذٍ، أوسعها إهانات وضربًا وطردها من منزله. فحنّت عليها مربّيتها واصطحبتها إلى بيتها لتُقيم عندها.
ذاتَ يوم، وقع نظر الحاكم أولمبريوس على مارغريتا وسُحِرَ بجمالها، فسألها عن اسمها. أجابته: «أُدْعَى مارغريتا. أمّا الاسم الذي يشرّفني أكثر فهو: مسيحيّة». ثمّ حاول أن يلاطفها ويتقرّب منها، مستخدمًا كل الوسائل، لكنها لم تتجاوب معه، فغضب وتحوّل هيامه بها الى كره كبير.
لمّا بدأت مرحلة الاضطهاد الشديد على المسيحيين، حوالى العام 300، أرسل جنوده للقبض عليها، فوضعها في سجن مظلم ومنع عنها الطعام. حينها، ظهر لها ملاك الربّ ليحضّها على الثبات في إيمانها. بعدها، استحضرها الحاكم وأمرها بتقديم السجود للأوثان، مهدّدًا إيّاها بأنها ستلاقي العذاب المرير والموت. فأجابته بكل شجاعة: «إن راحتي وحياتي في محبّتي للمسيح. كن على ثقة أن لا عذاب ولا موت ولا قدرة بشريّة يمكنها أن تنزع من قلبي هذا الكنز الثمين».