أربيل, الجمعة 14 يوليو، 2023
تحتفل الكنيسة الكلدانيّة في 14 يوليو/تموز بتذكار مار ماروثا الذي عاش في نهاية القرن الرابع وبداية القرن الخامس، وكان أسقفًا لميافرقين الواقعة في تركيا اليوم.
عُرِفَ ماروثا بكونه «عالي الكعب في الأدب، محصّلًا اليونانيّة والسريانيّة، وطبيبًا حاذقًا، وحكيمًا لبيبًا، وسياسيًّا لبِقًا كثرت محاسنه وحُمدت مآثره»، بحسب كتاب «اللؤلؤ المنثور في تاريخ العلوم والآداب السريانيّة» لإغناطيوس أفرام الأوّل برصوم.
اشتهر ماروثا بكونه سفيرًا مصلحًا إذ دأب القياصرة الرومان على إيفاده مرارًا إلى المدائن، عاصمة مملكة فارس، لعقد الصلح بين المملكتين الرومانيّة والفارسيّة. وكانت أولى رحلاته حينما جلس ملك الفرس يزجرد الأول على العرش عام 399. وأوضح المطران آزاد شابا عنه أنّه «نجح بمعونة هذا الملك في إصلاح أمور الكنيسة الشرقيّة». و«على يده فاز مسيحيو بلاد فارس بالأمن وزال عنهم كابوس الشدّة»، بحسب كتاب اللؤلؤ المنثور.
تكرّر إيفاده مرّات عدّة، و«ساعد ماروثا مار إسحق الجاثاليق في عقد مجمع ساليق عام 410. وبقي في الشرق نحو ثلاث سنوات»، بحسب شابا. شكّلت تلك الفترة فرصةً لتقصّي أخبار الذين نالوا إكليل الشهادة في زمن الاضطهاد الأربعيني (339-379) في عهد شابور الثاني. وبينما ينسب التقليد «جمع أسمائهم وذخائرهم وتنظيم ترانيم لهم إلى الأسقف ماروثا الميافرقيني (350-420)»، بحسب ما يقول البطريرك الكلداني الكاردينال لويس ساكو، يرى الباحثون أن واضعها ليس واحدًا، وينسبها بعضهم إلى آحي الجاثاليق (410-414).