5.بالعودة إلى كلام الربّ يسوع في إنجيل هذا الأحد، يرسم لنا نحن المسيحيين الذين يرسلهم إلى العالم، إكليروسًا وعلمانيين، مقتضيات النهج الرسولي وهي:
أ. الوداعة على مثال الخراف.
ب. عدم الهمّ بشأن الأمتعة المادية، ما يعني أن «نلقي الهمّ على الربّ، فهو يعولنا» (مزمور 55: 23). فيسوع «يعطي القديسين كل ما هو ضروري للحياة» (القديس كيرلس الإسكندري).
ج. التجرّد من المال لنكون مبشّرين بالإنجيل لا رجال أعمال.
د. إعلان سلام المسيح لجميع الناس. حيث يُرفض، يعود إليهم.
ه. السعي إلى الواجب الرسولي، من دون أي معيق: «لا تسلّموا على أحد في الطريق» (الآية 4). السلام على الآخرين في الطريق والتحاور معهم أمر جيّد. لكن أداء واجباتنا لله أفضل وأبدى. «ليست الواجبات الاجتماعية واللياقات أفضل من واجب العبادة لله» (القديس أمبروسيوس).
6.إن التعنّت في إبقاء الفراغ في سدّة الرئاسة، المقصود بكل أسف من أجل أهداف شخصية وفئوية ومستقبلية، قد أوصل إلى نتيجة حتمية، تسمّى في المجلس النيابي المحوّل إلى هيئة ناخبة «تشريع الضرورة»، وفي حكومة تصريف الأعمال: «تعيينات الضرورة». مثل هذا التصرّف يهدم المؤسسات الدستورية والعامة ويفقدها ثقة الشعب والدول بها. وهذه جريمة يرتكبها كل الذين يعطّلون عمليّة انتخاب رئيس للجمهوريّة على الرغم من وجود مرشّحين قديرين.
فها المصرف المركزي في أزمة كيانية، ويطالب نوّاب الحاكم «بضرورة تعيين» حاكم جديد لمدّة ستّ سنوات، ويرفضون السير في التعيين بالوكالة لفترةٍ تنتهي مع انتخاب رئيس جديد للجمهورية. وها الجيش اللبناني يستدعي في حالة ظروفه الاستثنائية السير بتعيين «الضرورة»، حفاظًا على استمراريّة المؤسّسات الأمنيّة، لما في ذلك من ضرورة قصوى للاستقرار في لبنان والسلم الأهلي في ظلّ الأزمات المتلاحقة التي نعيشها.
إن الشغور الذي يطال المجلس العسكري في المؤسسة العسكرية والذي إذا استمرّ، فقد تكون له مفاعيل سلبية جدًّا ليس على المؤسسة العسكرية فحسب، إنّما على الوضع الأمني في لبنان ككل. ففي ظلّ أي تغيّب قسري لقائد الجيش أو شغور في مركز القيادة، ليس من قائد آخر يتولّى المهمّة لأن مركز رئيس الأركان شاغر حتى الساعة، ما يترك الجيش من دون قائد، وبالتالي سيصبح معرّضًا لكل أنواع المخاطر.
فما العمل؟ طبعًا الحلّ هو في انتخاب رئيس للجمهورية، والمرشّحان موجودان! والحلّ الآخر المرغم يبقى «بتعيينات الضرورة» لملء الشغور في المجلس العسكري بخاصةٍ مركز رئيس الأركان، حفاظًا على المؤسسة العسكريّة التي تثبت أنّها الضامن للأمن والاستقرار في لبنان. وعلى الحكومة والمجلس النيابي تحمّل مسؤوليّة التبعات القانونيّة.
7.فلنُصَلِّ، أيّها الإخوة والأخوات، إلى الله القدير كي يحرّك ضمائر المسؤولين عن تعطيل انتخاب رئيس للجمهوريّة، فيعودوا عن غيّهم، ويدركوا حجم الأضرار اللاحقة بالدولة والشعب. فالله سميع مجيب. له المجد والشكر إلى الأبد، آمين.
(تستمر القصة أدناه)
اشترك في نشرتنا الإخبارية
تأسست وكالة الأنباء الكاثوليكية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "آسي مينا" في 25 آذار 2022، عيد بشارة السيّدة مريم العذراء، بعد عام واحد على الزيارة التاريخية للبابا فرنسيس إلى العراق. "آسي مينا" جزءٌ من مجموعة CNA/ACI، وهي إحدى خدمات أخبار EWTN.