-الحكمة. هي فضيلة وموهبة من مواهب الروح القدس تساعد العقل على تمييز ما هو خيرنا الحقيقي، في كل ظرف، وعلى اختيار الوسائل الفضلى للبلوغ إليه. وهي تلتقي مع الفطنة في حسن التصرّف، ومع الانتباه والحذر.
-الوداعة. وهي تواضع القلب المنفتح على الله والناس. وهي الصفاء وقرب المنال من الناس، فلا كبرياء ولا تعالي، ولا انطواء على الذات. هذه الفضيلة هي من ثمار الروح القدس فينا إلى جانب اللطف والمحبّة والسلام (غلاطية 5: 22). الوداعة هي ميزة الربّ يسوع الذي دعانا لنتعلّمها في مدرسته: «تعلّموا منّي أنّني وديعٌ ومتواضع القلب، فتجدوا راحة لنفوسكم» (متى 11: 29). وجعل هذه الفضيلة مادّة في دستور الحياة المسيحيّة، المعروف بإنجيل التطويبات: «طوبى للودعاء، فإنّهم يرثون الأرض» (متى 5: 4). تتّصف هذه الفضيلة بصفاء القلب والنقاوة وروح السلام.
-الاتكال على إلهامات الروح القدس. فالروح يضع على فمنا كلمة الحقّ وما يجب أن نقوله بجرأة، وينعش قلوبنا بالمحبّة، منتزعًا منها الخوف، ومقوّيًا إرادتنا بالثبات في الحقّ والعدل.
-الصبر حتى النهاية. وهو فضيلة تؤدّي إلى الانفراج والخير. بالصبر يصمد الإنسان كمن يسير في نفق، مدركًا أنّه سينتهي إلى نور الشمس، أو كمن ينتظر الليل الطويل حتى انبلاج الفجر الآتي حتمًا.
6.ينتهي كلام الربّ يسوع بالدعوة للتشبّه به في الاحتمال بروح المشاركة في آلامه من أجل خلاص العالم: «ليس تلميذ أفضل من معلّمه، ولا عبد من سيّده، حسب التلميذ أن يصير مثل معلّمه، والعبد مثل سيّده» (متى 10: 24-25). إنّها دعوة للسير في طريق يسوع الملوكي.
7.بالأمس أمضينا نهارًا مع شبّان وصبايا تجمّعوا من عكّار العزيزة ومن مناطق أخرى في مدينة القبيّات بمسرح مدرسة الآباء الكرمليين. وقد تجاوز عددهم الستمائة بحضور المطران يوسف سويف راعي أبرشيّة طرابلس المارونيّة، والمطران إدوار جاورجيوس ضاهر راعي أبرشيّة طرابلس للروم الملكيين الكاثوليك، وفعاليّات المدينة. كان اللقاء في إطار «الأيّام الرسوليّة للشبيبة» التي ينظّمها مكتب رعويّة الشبيبة في الدائرة البطريركيّة، بالتعاون مع لجان الشبيبة في الأبرشيّات. وقد شملت هذه «الأيّام الرسوليّة» مناطق أخرى مثل: رشميّا ورميش والصالحيّة ودير الأحمر ورياق وأبلح.
لقد شعرنا بأن شبيبتنا شباب واعد وواعٍ ومسؤول. بفضل وعيهم وتجرّدهم وحماسهم، سيكون لنا في الغد الآتي قادة حقيقيّون مميّزون. لبنان عانى الكثير من الذين تسلّموا الحكم منذ أكثر من ثلاثين سنة، فأنهكوا الدولة، وهدّموا مؤسّساتها، ونهبوا أموالها، وحطّموا اقتصادها، وفقّروا شعبها. ومن أجل المزيد، لا يريدون رأسًا للدولة بانتخاب رئيس للجمهوريّة ليكونوا هم رؤوسها المسخ، ولا يخجلون، لا من ذواتهم، ولا من الله، ولا من الوسطاء العرب والدوليين، ولا من المواطنين. فليتأكدوا أنّهم فقدوا بالكلّية ثقة الناس بهم واحترامهم.
أيّها الإخوة والأخوات الأحبّاء،
8.فلنحافظ على شبيبتنا، كنزنا الواعد والغالي، فهم مستقبل لبنان الحقيقي، وهم القوّة التجدّديّة فيه. نسأل الله أن يحفظهم بعنايته، ويفتح أمامهم مستقبلًا زاهرًا ليعيشوا دعوتهم في الحياة، تمجيدًا لله الواحد والثالوث، الآن وإلى الأبد، آمين.
تأسست وكالة الأنباء الكاثوليكية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "آسي مينا" في 25 آذار 2022، عيد بشارة السيّدة مريم العذراء، بعد عام واحد على الزيارة التاريخية للبابا فرنسيس إلى العراق. "آسي مينا" جزءٌ من مجموعة CNA/ACI، وهي إحدى خدمات أخبار EWTN.