شتوتغارت, الثلاثاء 27 يونيو، 2023
أُعيدت في نهاية الأسبوع المنصرم أجراس كنائس بولنديّة نهبها النازيّون في خلال الحرب العالميّة الثانية إلى موطنها الأصلي. وشارك في هذه المبادرة أسقف روتنبرغ-شتوتغارت جيبهارد فورست ورئيس ولاية بادن فورتمبيرغ الفيدراليّة الألمانيّة وينفريد كريتشمان.
شملت المبادرة ثلاثة مواقع في بولندا، بحسب وكالة «سي إن أي دويتشيه»، الشريك الإخباري لـ«آسي مينا» الناطق باللغة الألمانيّة. وأشارت الوكالة إلى أن الأجراس تعود في الأصل إلى جماعات بلدات ستراشيفو وفرومبورك وزيغوتي. وكانت قد نُقِلَت، بعد الحرب العالميّة الثانية، إلى كنائس كاثوليكيّة في فورتمبيرغ بألمانيا. وبعد طول انتظار، انطلقت في خلال يومي 24 و25 يونيو/حزيران الحالي إلى بولندا لتستعيد هذه البلاد بذلك جزءًا أساسيًّا من تراثها الكاثوليكي.
وتأتي هذه الخطوة ضمن مبادرة أكبر أطلقها فورست عنوانها «أجراس السلام من أجل أوروبا»، استوحاها من أعمال الترميم في كاتدرائيّة القديس مارتن في روتنبورغ التي كشفت أن أحد أجراس الكاتدرائيّة يعود في الأصل إلى بولندا. وقد أظهر تحقيق معمّق في كل الكنائس الكاثوليكيّة بفورتمبيرغ وجود 66 جرسًا آخر تعود إلى الحقبة نفسها، ولا يزال 54 منها «في الخدمة»، بحسب الأبرشيّة.
وفي القداس الاحتفالي للمناسبة، بيّن راعي أبرشيّة البلنغ البولنديّة المطران ياتسيك جيزيرسكي الأهمّية التاريخيّة والرمزيّة للأجراس بقوله: «كان الجرس شاهدًا على تاريخ عصيب، لكنّه شاهد أيضًا على السلام والرجاء». وأعرب جيزيرسكي عن امتنانه لنظيره الألماني على هذا المشروع. من جانبه، أشار فورست إلى أن «الجرس قد شهد على التاريخ المشترك لكلا البلدين وساهم في صنعه». وأكد الجانبان أن الأجراس التي كانت رمزًا للصراع وانتزاع الملكيّة في الماضي غدت اليوم رمزًا للوفاق والمصالحة بين البلدين.