أربيل, الثلاثاء 27 يونيو، 2023
يحبّ المؤمنون الكاثوليك مريم العذراء حبًّا جمًّا ويكرّمونها لكونها أمّ الإله المتجسّد، أمّ الكنيسة وأمّ المؤمنين. ويعكس الفنّ المسيحي جزءًا من نسيج الثقافة الكاثوليكيّة، المُكرِّم للعذراء عبر الصور والأيقونات والتماثيل التي أبدعها كبار الفنّانين كمايكل أنجلو ورافائيلو وبوتيتشيلي وغيرهم. إحدى الأيقونات المريميّة الأكثر شهرة هي «أمّ المعونة الدائمة» التي تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكارها في 27 يونيو/حزيران من كل عام. فما قصّة هذه الأيقونة؟ وكيف وصلت إلى العراق؟
نسب التقليد أيقونة «أمّ المعونة الدائمة» إلى القديس لوقا الإنجيلي، وفق ما ذُكِرَ في كتاب «صور مريم العذراء في ثقافة الشعوب» للمطران باسيل يلدو، المعاون البطريركي الكلداني. واعتبر يلدو أن تأكيد هذه المعلومة غير مستطاع. وأوضح أن تلك الصورة العجائبيّة وُجِدَت قرابة العام 500 في معبد صغير بالقسطنطينيّة. وقد تحوّل هذا المعبد بأمر من الإمبراطورة بولكيريا إلى كنيسة كبيرة، إكرامًا للعذراء وأيقونتها.
ولم يبقَ للصورة الأصليّة وجود. فمع أن تقوى المسيحيين غطّتها بالذهب والفضّة والجواهر، وفق يلدو، إلا أن الجنود الأتراك حطّموا الصورة وتقاسموا زينتها لدى استيلائهم على القسطنطينيّة سنة 1453. أمّا الأيقونة المشهورة حاليًّا، فهي مكتوبة في جزيرة كريت اليونانيّة.
وصلت هذه الأيقونة إلى روما في القرن الخامس عشر. وفي 27 مارس/آذار 1499، جال المؤمنون بها في احتفال كبير في شوارع روما. وهي اليوم موجودة في كنيسة القديس ألفونس دي ليغوري في الإسكويلينو التابعة لرهبنة الفادي الأقدس.