بيروت, السبت 24 يونيو، 2023
تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار ميلاد القديس يوحنا المعمدان في 24 يونيو/حزيران من كل عام. هو من اختاره الربّ ليعدّ طريقه ويبشّر الناس بمجيئه.
«صوتٌ منادٍ في البرّية: أعدّوا طريق الربّ واجعلوا سبل إلهنا في الصحراء قويمة» (أش: 40: 3). هكذا تجلّت نبوءة النبي أشعيا عن دور يوحنا المعمدان الذي سيُعِدُّ طريق الربّ ويبشّر بمجيئه. هو ابن زكريا وأليصابات، وقد وصفهما القديس لوقا في إنجيله، قائلًا: «كان كلاهما بارًّا عند الله، تابعًا كل وصايا الربّ وأحكامه، ولا لوم عليه. ولم يكن لهما ولد لأن أليصابات كانت عاقرًا، وقد طعنا كلاهما في السنّ» (لو 1: 6-7).
تراءى ملاك الربّ لزكريا بينما كان يؤدّي خدمته الكهنوتيّة، قائلًا له: «لا تخف، يا زكريا، فقد سُمِعَ دعاؤك وستلد لك امرأتك أليصابات ابنًا، فسَمِّهِ يوحنا. وستلقى فرحًا وابتهاجًا، ويفرح بمولده أناس كثيرون لأنه سيكون عظيمًا أمام الربّ...» (لو 1: 13-15). تحقّقت بشارة الملاك، وحبلت أليصابات. ولمّا حان وقت ولادتها، أنجبت ابنها، فسمع جيرانها وأقاربها بالخبر، وفرحوا معها، شاكرين رحمة الله العظيمة. وحين أرادوا تسميته باسم أبيه، أخذ زكريا لوحة وكتب عليها اسمه «يوحنا» أي حنان الله ورأفته.
اختار يوحنا العيش في البرّية، فتميّزت حياته بالتقشف والنسك، مهيّئًا نفسه للرسالة الكبرى التي تنتظره. ولمّا حان الوقت، انطلق يبشّر بالمخلّص، ويدعو إلى التوبة. كان جريئًا في تأنيب الناس على خطاياهم، وسعى إلى تهيئة الشعب لاستقبال يسوع المسيح: «يسير أمامه وفيه روح إيليّا وقوّته ليردّ قلوب الآباء إلى الأبناء، ويهدي العصاة إلى حكمة الأبرار، لكي يهيّئ للربّ شعبًا مستعدًّا» (لو 1: 17). ولدى سؤاله عن هويّته، كان يجيب: «أنا لستُ المسيح» (يو 1: 20).