«ابتهج يسوع بالروح القدس وصلّى» (لو 10: 21)
1.هذه الكلمة الإنجيليّة تكشف لنا أن الروح القدس يعلّم كل مؤمن ومؤمنة كيف يصلّي. فعلى مثال الربّ يسوع، الصلاة هي ابتهاج القلب بالروح القدس، واعتراف بأبوّة الله، وشكرٌ له على تجلّياته وأعماله من خلال الكنيسة والمؤمنين. هذا الابتهاج بالروح يظهر على وجوه المصلّين المشاركين في الاحتفالات الليتورجيّة، وفي قمّتها القداس الإلهي أيّام الآحاد والأعياد. كما يظهر في الأناشيد والتراتيل المتقنة والمتناغمة من الجوقات والشعب. ويظهر في زينة الكنيسة ونظافتها وأزهارها النضرة، وفي ملابسها الليتورجيّة. بهذا الجوّ يعيش المؤمنون بنوّتهم لله، ويشعرون بأبوّة الله لهم، ويعرفون الآب من وجه المسيح ابنه الذي صار إنسانًا لخلاصنا. وقال: «لا أحد يعرف الآب إلا الابن، ومن شاء الابن أن يظهره له» (لو 10: 22).
2.يسعدنا أن نحتفل معكم بهذه الليتورجيا الإلهيّة، وبأبوّة الله لنا، وبنوّتنا له. وفي المناسبة، نحتفل بعيد الأب الذي ينظّمه مكتب رعويّة الزواج والعائلة في الدائرة البطريركيّة. فأحيّي منسّقه الأباتي سمعان أبو عبدو وسليم الخوري وزوجته ريتا. كما أحيّي أخينا المطران منير خير الله رئيس اللجنة الأسقفيّة للعائلة والحياة المنبثقة من مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان والتي ينسّق معها مكتب رعويّة الزواج والعائلة.
وأودّ الإعراب عن تقديري لما يقوم به هذا المكتب من نشاط، فأذكر على سبيل المثال: التعاون مع جامعتَي الحكمة والقديس يوسف لتأمين برامج الدبلوم في المرافقة العائليّة، ودبلوم الوساطة، ومكتب الإصغاء والمصالحة.
3.ويطيب لي أن أهنّئ كل أب في لبنان والنطاق البطريركي وبلدان الانتشار. والمعايدة إقرار بتضحيات كل أب. فالأب هو جسر البيت والعائلة، يعمل في سبيلهما ويضحّي. وبعنايته يعكس أبوّة الله. وعندما يصبح جَدًّا يزداد حبًّا وحنانًا لأحفاده. إنّنا نصلّي على نيّة كل أب سائلين الله أن يعضده بنعمته. ونذكر في صلاتنا كل أب سبق عائلته إلى بيت الآب.
4.وفيما نرحبّ بجميع الحاضرين، أوجّه تحيّة خاصّة إلى اللجنة الإداريّة لوقفيّة سيّدة العناية في أدونيس-جبيل، إلى رئيسها عزيزنا الأب أنطوان خضرا وسائر أعضائها الأحبّاء، ذاكرين بصلاتنا الوجوه العزيزة التي سبقتنا إلى دار الخلود.