بيروت, الاثنين 12 يونيو، 2023
تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القديس أنطونيوس البدواني في 13 يونيو/حزيران من كل عام. هو من تميّز بمحبّته للصلاة وعيشه للفضيلة ومعرفته الواسعة في مجال العلم واللاهوت حتى اشتهر بوعظه وتأثيره الكبير في النفوس.
وُلِدَ فرديناندو في مدينة ليشبونة بالبرتغال سنة 1195. نشأ في أسرة ثريّة ونبيلة. نال سرّ العماد بعد ثمانية أيّام من ولادته. علّمته أمّه الصلاة وعيش الفضيلة، فكان مُحبًّا للفقراء. لمّا بلغ الخامسة عشرة من عمره، تخلّى عن مجد الأرض باحثًا عن الكمال المسيحي، فدخل رهبانيّة القديس أغسطينوس، وانكبّ على دراسة الكتاب المقدّس وتعاليم آباء الكنيسة، وحصد معرفة لاهوتيّة واسعة.
في العام 1220، حدث مع فرديناندو أمرٌ شكّل تحوّلًا جذريًّا في حياته؛ لمّا وصلت ذخائر شهداء الفرنسيسكان الخمسة الأوائل إلى دير الصليب المقدّس في قلمرية حيث كان يقيم، ووُضِعَت في كنيسة الدير، تأثّر بها كثيرًا حتى رغب في سفك دمه دفاعًا عن الإيمان القويم على مثالهم. عندئذٍ، ترك رهبانيّة القديس أغسطينوس، والتحق برهبانيّة مار فرنسيس الأسيزي (الإخوة الأصاغر)، واختار له اسم أنطونيوس. ثمّ انطلق إلى مراكش، لكنه أُجبر على العودة إلى إيطاليا بسبب مرضٍ أصابه. بعدها، التقى بالقديس فرنسيس في أسيزي.
في إحدى المرات، دُعِيَ الأب أنطونيوس للوعظ، بينما كان يحضر رسامة كهنوتيّة، فتجلّت براعته في العلم والبلاغة. وانطلق في عمله الرسولي في إيطاليا وفرنسا. ساهم في عودة الكثير من الخراف الضالة إلى أحضان الكنيسة، ولا سيّما في مدينة بادوفا. كما كان أنطونيوس من أهمّ معلّمي اللاهوت عند الإخوة الأصاغر، وهو من وضع ركائز اللاهوت الفرنسيسكاني.