دمشق, الجمعة 9 يونيو، 2023
في واقع تزداد معه وتيرة المعاناة البشريّة بمختلف أشكالها، سواء في الشرق الأوسط أو العالم ككل، جسّد الفنّان التشكيلي السوري د. شفيق أشتي الألم ومسبّباته في لوحةٍ بعنوان «العشاء ما بعد الأخير»، وقدّم من خلالها صورة تظهر الواقع النقيض لعشاء المسيح الأخير مع تلاميذه قبل ألفي عام.
في حديث خاصّ إلى «آسي مينا»، شرح أشتي الموضوع الذي تدور حوله اللوحة وكيفيّة استنباط فكرة العمل، فقال: «لكوننا متلقّين للأحداث العالميّة ومتفاعلين معها، لا نستطيع إلا أن نتأثر بها. وأنا أجسّد ذلك التأثر في لوحاتي، بحيث لم أخرج منذ سنوات عن صيغة المأساة البشريّة. لذلك، تغلب النزعة التشاؤميّة على هذه اللوحات لكنني أزيد عليها مسحة جماليّة».
العشاء الأخير وريشة دا فينشي
وأوضح أشتي: «اهتم روّاد عصر النهضة منذ القرن الخامس عشر بتصوير شخصيّات الكتاب المقدّس. فليوناردو دا فينشي رسم لوحة "العشاء الأخير" الشهيرة، مسلّطًا الضوء فيها على العلاقة السامية بين المجتمعين حول المائدة. وبعد مرور مئات السنين، أردتُ اليوم، من خلال لوحتي، الإشارة إلى أننا لم نعد نرى مثل هؤلاء الرسل، ولم نعد نلتمس الإيمان والنبل الذي عرّج عليه دا فينشي وعبّر عنه».