احتفلت كاتدرائيّات زحلة الكاثوليكيّة والأرثوذكسيّة وبعض كنائسها، صباح اليوم، بالقداديس احتفالًا بعيد خميس الجسد الإلهي. وانطلقت مواكب القربان الإلهي، كما جرت العادة السنويّة، في مختلف شوارع المدينة، مباركةً الأحياء والمؤمنين.
سيرًا على الأقدام، انطلق موكبٌ من كاتدرائيّة سيّدة النجاة للروم الكاثوليك باتجاه سراي زحلة، وانضمّت إليه المواكب الأخرى مع الأساقفة والكهنة والمؤمنين الآتين من مختلف الرعايا والكشّافة وتلامذة المدارس.
أمام السراي، ألقى راعي أبرشيّة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران إبراهيم إبراهيم كلمة روحيّة، بحضور مطران زحلة والبقاع للسريان الأرثوذكس مار يوستينوس بولس سفر ومطران الروم الأرثوذكس المتروبوليت أنطونيوس الصوري وممثّل راعي أبرشيّة زحلة المارونيّة الخوري عبدو خوري.
أكد إبراهيم ضرورة بناء ذاكرة هذا الاحتفال السنوي في قلوب الأطفال والشباب، داعيًا إلى حفظ وديعة التطواف بالقربان في هذا العيد. وذكّر بأنّ زحلة شُفيت منذ قرنين من مرض الطاعون بعدما أقيم فيها تطواف بالقربان، وأنّ هذه الذكرى هي عيد أعيادها.
ولفت إبراهيم إلى أن العام 2025 يشكّل ذكرى مرور 200 سنة على الأعجوبة. «لكننا اليوم نصاب من جديد بطاعون متحوّر، آخذ شكل فساد فتّاك يهدّد حياة الوطن والمواطن. هذا الوطن الذي نعشقه، لبنان. وكم نحتاج إلى أعجوبة لنيل شفاء لبنان»، على حدّ تعبيره.
وشرح أن المدينة اتخذت شعار خميس الجسد لهذا العام: «يا ربّ، أنتَ تعرف أنّنا نحبّك». وهو صدى جواب بطرس للربّ يسوع الأمين على الوعد بأن يحبّنا حتى الموت. وذكّر بأنّ الربّ يسوع حرص على أن يكون تلاميذه واحدًا في الحبّ. وسلّط الضوء على روح الشباب التي ملأت شوارعنا قلوبًا نابضة، وهي تحرّك الأطفال لخوض مسيرة ترسم مسيرة حياتهم خلف المسيح ومعه.
وبعد السراي، استمر الاحتفال بموكب موحّد سار طول بولفار زحلة ليعود إلى سيّدة النجاة، ويُختتم بالذبيحة الإلهيّة.
يُذكر أن مدارس المدينة تقفل أبوابها سنويًّا يوم الاحتفال للسماح للتلاميذ والسكان بالمشاركة في التطواف. ويحضّر المؤمنون صمدات يباركها الكهنة عند مرور الموكب أمامها. وكانت المدينة قد شهدت البارحة أيضًا، عشيّة العيد، مسيرة شموع ومشاعل شارك فيها مئات الأشخاص.
منذ العام 1264، عرفت الكنيسة الكاثوليكيّة عيد الجسد الإلهي. وقد أقرّ البابا أوربان الرابع الخميس الثاني بعد العنصرة موعدًا للاحتفال به، إثر أعجوبة حدثت في قرية بولسينا الإيطاليّة حينما تدفّق الدم من القربان عند كسره في خلال القداس. فما هو عيد الجسد الإلهي؟
تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بعيد جسد الربّ في الخميس الثاني بعد العنصرة. وهو عيد ينشد المؤمنون في خلاله التّكريم للسيّد المسيح في سرّ القربان الأقدس، بهدف تثبيت إيمانهم القويم في وجه كلّ الهرطقات المضلّلة لجوهر سرّ القربان.