أربيل, السبت 3 يونيو، 2023
يخبرنا الكتاب المقدّس أن الربّ يسوع «دعا تلاميذه واختار منهم اثني عشر سمّاهم أيضًا رسلًا» (لو 6: 13). ثمّ يذكر أسماء جميعهم، وآخرهم «يهوذا الإسخريوطي الذي صار مُسَلِّمًا أيضًا» (لو 6: 16). فبعد ثلاث سنوات من اتّباع يسوع وسماع أقواله وتعاليمه ومعاينة أعماله وعجائبه، اختار الإسخريوطي خيانة معلّمه.
في حديث خاصّ إلى «آسي مينا»، أوضح الأب نهاد القس موسى أن خطيئة يهوذا لم تقتصر على سرقة المال، لكنه اقترف أفظع الخطايا على الإطلاق إذ خان المسيح واختار بملء إرادته تسليمه مقابل ثلاثين من الفضّة، على الرغم من أن الربّ لم يستثنه في ليلة العشاء الأخير، بل غسل رجلَيْه بمحبّة كسائر تلاميذه.
وقال: إن جميعنا عرضة للوقوع في الخطيئة، ولا سيّما أن غيره من التلاميذ قد خطئوا أيضًا، مثل بطرس الذي نعته الربّ يومًا بالشيطان (مت 16: 23)، وأنكر سيّده: «إنّك قبل أن يصيح الديك تنكرني ثلاث مرّات» (لو 22: 61) لكنه ندم وتاب، «وانطلق بطرس إلى الخارج، وبكى بكاءً مُرًّا» (لو 22: 62).
واستطرد: توفّرت ليهوذا فرصٌ عدّة للتوبة والتراجع، ففي ليلة العشاء الأخير، قال الربّ موبّخًا ضميره: «لستم كلّكم طاهرين» (يو 13: 11) لكنه أصرّ على الخيانة. وعندما ندم لاحقًا وشعر بالذنب، وعوض أن يتوب ويرجع عن خطيئته، «طرح الفضّة في الهيكل وانصرف، ثمّ مضى وخنق نفسه» (مت 27: 5).