ذكرتك عندما أضأتُ الشموع من أجل بلدَيْنا في مزار «سيّدة لبنان»-حريصا… تذكّرت يوم شاركتني الصلاة من كنيسة مسكنتة في بغداد إذ أرسلت لي صورة حملت في طيّاتها جراحات مواطنيك، من أقدم كنائس العاصمة العراقيّة حيث أضأتَ شمعة، رافعًا الصلاة على نيّة بلدك الحبيب…
في مساء ذلك اليوم، وضعتَ العراق بين يدي الربّ، وطلبت منه القوّة حتى يتشدّد الشعب العراقي، فيعيد بناء بلده ليستعيد بهاء صورته.
القلوب مضطربة، والشموع مضاءة، وكل منّا يقوم بدوره كي يعيد الحياة إلى الزوايا المعتمة في بلده.
وإذ بكلمات الأب الأقدس تحضرني من جديد: يحقّ للشعب العراقي أن يعيش بسلام، ويحقّ له أن يجد مجدّدًا الكرامة التي تخصّه.
لقد حضر البابا فرنسيس إلى العراق، والتقى المسيحيين والمسلمين في أور حيث دُعِيَ إبراهيم، ولمس المؤمنون حينذاك أن «الله أمين لوعوده، وما زال اليوم أيضًا يوجّه خطواتنا نحو السلام، ويوجّه خطوات الذين يسيرون على الأرض فيما يتوجّه نظرهم نحو السماء».
فؤادي يتوجّه إلى بغداد، «كنيسة العراق الشهيدة»، حيث قُتِلَ 48 شخصًا في العام 2010، منهم كاهنان في خلال الاحتفال بالقداس الإلهي… من ثمّ، يتابع قلبي مسيرة حجّه في الموصل وقره قوش، لكن نبضاته تعانق الدموع، منحنية أمام دماء الشهداء…