روما, الأربعاء 31 مايو، 2023
شدّد البابا فرنسيس صباح اليوم في خلال المقابلة العامة الأسبوعيّة، متابعًا سلسلة التعليم في «الغيرة من أجل الأنجلة» بساحة القديس بطرس الفاتيكانيّة، على ضرورة انسجام المؤمن الذي يشهد للإيمان المسيحي مع ما يبشّر به، أي تجانس أعماله اليوميّة مع ما ينقله للآخرين. فيمكن للإنسان أن يحفظ إيمان الكنيسة غيبًا، لكن إذا لم تكن حياته متناغمة مع هذا الإيمان، فذلك لا يخدم بشيء، على حدّ قول الأب الأقدس.
توقّف الحبر الأعظم عند سيرة المكرّم الإيطالي ماتيو ريتشي الذي وُلِدَ في العام 1552، معتبرًا أنّه مثال كبير عن الغيرة الرسوليّة. وشرح أن ريتشي طلب الذهاب مرسلًا إلى الشرق الأقصى. فبعد القديس فرنسيس كسفاريوس، حاول 25 راهبًا يسوعيًّا الدخول إلى الصين من دون فائدة. لكن ريتشي وأحد رفاقه درسا اللغة والعادات الصينيّة وتمكّنا من التمركز في جنوب البلاد، ومرّا بأربع مدن مختلفة ووصلا إلى العاصمة بكين في خلال 18 عامًا.
ولفت فرنسيس إلى أن ريتشي سار على درب الحوار والصداقة مع من التقاهم في مسيرة حياته، ما فتح له أبوابًا عدّة لنقل البشرى. وأخبر أن أولى أعمال الرسول في اللغة الصينيّة كانت كتابًا عن الصداقة. وقد لبس ريتشي ثياب الرهبان البوذيين في بادئ الأمر، لكنّه عاد لارتداء ثياب المثقفين.
وفسّر البابا أن المكرّم ريتشي تعمّق في الأدب الصيني من أجل بناء حوار إيجابي بين الإيمان المسيحي والحكمة الكونفوشيّة وعادات الصين. وهو ما كان آباء الكنيسة قد فعلوه في القرون المسيحيّة الأولى عندما سعوا إلى انثقاف الإيمان المسيحي مع الحضارة الهيلينيّة، على حدّ تعبير الأب الأقدس.