أربيل, الاثنين 29 مايو، 2023
يحتل القديس الجاثليق البطريرك شمعون برصبّاعي مكانةً متميّزة ومهمّة في تاريخ كنيسة المشرق. في فترة بطريركيّته القصيرة نسبيًّا (329-341)، كان له دورٌ فاعل في تنظيم الليتورجيا المشرقيّة، فهو الذي رتّب تقسيم المرتّلين إلى جوقَيْن يتناوبان على ترداد الصلوات، وإليه تُنسب ترتيلة «لا خومارا دخلّا مودينان» (بكَ يا ربّ الكل نعترف) التي ما زالت تُرَتَّلُ في القداس المشرقي حتى يومنا الحالي.
شَهِدَ العام 341 بداية الأحداث المؤلمة عندما فرض الملك الفارسي شابور الثاني استحصال جزية استثنائيّة مضاعفة من المسيحيين في مملكته، متّهمًا إيّاهم بالولاء للإمبراطوريّة الرومانيّة المسيحيّة التي كان في صراعٍ معها. وكلّف بطريرك كنيسة المشرق شمعون برصبّاعي باستحصال هذه الأموال.
رفض برصبّاعي الامتثال لأمر الملك بأن يتولّى جمع الجزية الباهظة من مؤمنيه الفقراء، معتذرًا لكونه ذا سلطانٍ على الإيمان وليس على الأموال. فغضب الملك وأمر بحبس الأساقفة والكهنة والرهبان وتعذيبهم، وكان البطريرك على رأس المحبوسين الذين فاق عددهم المئة.
يذكر تقليد كنيسة المشرق أن هؤلاء الأساقفة والكهنة واظبوا على الصلاة وترتيل المزامير في سجنهم حتى إن برصبّاعي أقام الذبيحة الإلهيّة، محتفلًا بعيد الفصح على ظهر أحد الكهنة.