أربيل, الأحد 28 مايو، 2023
بأسلوبٍ شعري رائع، يقدّم نرساي الملفان تعليمه المتضمّن تلك الصورة الواقعيّة عن العذراء مريم في طرحٍ لاهوتي وروحي أساسه الكتاب المقدّس، تمتزج فيه الصورة والكلمة والنغم الموسيقي، فضلًا عن تفسيره الكثير من أسفار الكتاب المقدّس وتأليفه رتبة قدّاسٍ مفقودة وما قدّمه من شعرٍ ونثرٍ في تراتيل وطلبات وميامر أغنت الليتورجيّة المشرقيّة على مدار السنة.
على غرار الآباء الأوائل، نجد لدى نرساي شكلًا بسيطًا جدًّا للتعبير عن الإيمان، يحوّل معطيات من الإنجيل إلى صلوات ينظمها كأشعار، فـ«بمجرّد أن نغمض أعيننا ونسمع هذه الكلمات وإيقاعاتها، نحسّ أنفسنا في ملامسة مع هؤلاء الأشخاص ونتأثر بما يقولونه»، وفق كتاب «مدخل إلى اللاهوت المريمي في تراث الكنيسة الكلدانيّة» للبطريرك الكلداني لويس روفائيل ساكو.
من هو نرساي؟
أبصر نرساي النور قرابة العام 413 في قرية «عين دلبي» غير البعيدة عن دهوك، شمالي العراق. وتلقّى علومه في مدرسة الرها الشهيرة على مدى عشر سنوات ثمّ استكملها في نصيبين. عبّر عن عجزه أمام سرّ تدبير الله العجيب؛ «صغيرٌ فمي ليتكلَّم عنك، وضعيفٌ لساني ليعبّر عن سرّك، وعاجزٌ صوتي وكلماتي عن الحديث في خبرك».