في هذه المناسبة اليوم والتي هي عيد البشارة، نفتتح مكتب التواصل مع قناة EWTN الكاثوليكية من الجامعة الكاثوليكية في أربيل لنقل أخبار وشهادة الكنيسة ومؤمنينا الى العالم أجمع. في السنوات الماضية، كان الجميع يعلم ويتابع حالة مسيحيي العراق وحالة مسيحيي الشرق الأوسط بشكل خاص، كثير من المؤمنين إن كانوا في أمريكا أو في بلدان العالم الأخرى، كانوا يتابعون كيف يعيش المسيحيون وبالأخص حين تشتد مأساوية الأحداث. حقيقة الكل متألم أن الشرق الأوسط خلال العقود الماضية خسر أكثر من ثلثي مسيحييه بالتهجير وبالقتل والإضطهاد وبكل أنواع وأشكال الإضطهاد. حرصنا دوما على نقل هذه الصورة في جميع زياراتنا الى أمريكا، محاولة منا أن نعزز فكرة أن من هذا الشرق أيضا بإمكانه أن يكون مصدر أمل، أمل بالبقاء، لأن في كل مرة تواجه فيها الكنيسة التحديات الخارجية والصعوبات والإضطهاد الخارجي، تكون اكثر قوة، وبهذا الخصوص أود أن أذكر شخص كان مقرب جدا لقضيتنا وهو المرحوم أندورو والثر والذي كان حقيقة صاحب هذه الفكرة، فكرة أن يكون لدينا قناة ومحطة إعلامية من أربيل تنقل للعالم وبالأخص العالم المتعطش لسماع شهادة مسيحيي الشرق لألفي سنة لان هناك إستمرارية، هناك ديمومة، تحديدا من هذا المكان الآمن الذي يشهد أن ما زال بالأمكان للمسيحيين ان يزدهروا وليس ان يعيشوا فقط، فالمهم ليس فقط وجود إمكانية للعيش لكن أيضا للإزدهار والأجمل من ذلك وجود إمكانية البدء من جديد والتواصل. عملنا لسنوات، لكن المرض المفاجئ أخذ أندرو منا بشكل سريع ولم يمهله، لذلك نذكره دائما بإعتزاز وإفتخار كصديق مقرب جدا لقضيتنا، واليوم مع السيد اليخاندرو والذي كان أيضا مقربا منه، بدأنا بوضع الخطوات لتكون بداية لأفتتاح هذا المكتب والذي سنسعى من خلاله لتعريف العالم ليس فقط كيف نعيش مسيحيتنا وانما كيف نزدهر فتنتعش هذه المسيحية وتصبح شهادة.
ما الذي ستقدمه هذه الخطوة للعالم خاصة للكنيسة؟ نحن نملك امور كثيرة بامكاننا أن نقول أننا متميزين بها، إختلافنا بطقوسنا، بغنى الحضارة الموجودة، هذا مكسب كبير ويشتاق المؤمنون أن يسمعوا هذه الشهادة منا. سيكون هناك تواصل مع قناة EWTN والتي هي الراعي الرسمي لهذا المكتب، وأملنا أن ندرب كفاءآتنا لتطوير هذا المكتب فيصبح قناة تلفزيونية قادرة على أن تجمع كل الجهود والشهادات الموجودة من مختلف الفئات ومختلف الكنائس الموجودة معنا وهذا يعطي لمؤمنينا الصورة أننا ما زلنا مؤثرين، قد نكون قليلين بالعدد لكن وجودنا وحضورنا يبقى مؤثر على جميع الأصعدة.
كل الشكر أولا نقدمه لله الذي كان دائما يفتح أمامنا أبواب كثيرة من أجل أن نحقق هذه الخطوة ونطلب من ربنا أن يتقبل روح أخينا أندرو والثر بالرحمة دائما، إنه ينظر إلينا اليوم وفرح بتحقيق هذه الخطوة، كان يتمنى أن يكون حاضرا لكنه يبقى حاضرا دائما معنا وفي قلوبنا. الشكر للسيد أليخاندرو وكل الفريق المرافق له على الإجتهاد والإصرار على أن يفتتح هذا المكتب بهذا اليوم والذي هو عزيز على EWTN. شكر لكادرنا الذي بدء هذه الخطوة. الشكر لكل من سيساعدنا في نقل شهادة الإيمان لأن الأهمية هي ليست لإنجازاتنا بقدر ما تكون هذه الإنجازات بحد ذاتها شهادة على أن الكنيسة ما زالت حية، ما زالت مؤثرة، وأن لها الإمكانية على تقديم شهادة صادقة للإيمان. شكرا لكم على حضوركم والذي هو بالنسبة لنا مساندة كبيرة. ربنا يبارككم".