بيروت, الأحد 21 مايو، 2023
تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القديسة هيلانة والدة الإمبراطور قسطنطين في تواريخَ مختلفة، منها 21 مايو/أيّار من كل عام. هي من اكتشفت المكان الذي دُفِنَ فيه صليب الربّ، وساهمت في نشر الإيمان المسيحي، وتميّزت بتواضعها ومحبّتها للجميع.
وُلِدَت هيلانة في مدينة الرها، في بلاد ما بين النهرين، حوالى سنة 250. نشأت وسط أسرة مسيحيّة متواضعة. تمتّعت بالجمال والأخلاق الحسنة. وهي الزوجة الأولى للقائد قسطنطيوس كلوروس الذي رُزِقَت منه بقسطنطين، فاهتمّت بتربيته على أسس الإيمان المسيحي، وعلّمته كيفيّة التسلّح بالحكمة. بعد موت والده، تولّى الحكم مكانه، وجعل مقرّه في القسطنطينيّة.
لمّا أعلن الإمبراطور مكسيميانوس الحرب على قسطنطين، صلّت هيلانة آنذاك كثيرًا من أجل ابنها، فاستجاب الله لها إذ أبصر قسطنطين في السماء وسط النهار، صليبًا من نور، كُتِبَ عليه: «بهذه العلامة تنتصر». وهكذا، ربح معركته بقوّة الصليب. ولمّا بات قسطنطين ملكًا على الشرق، منح أمّه لقب إمبراطورة. كما فتح لها خزائنه الملكيّة كي تساعد الفقراء. وكان يأخذ بآرائها في الكثير من المسائل المهمّة. ثمّ ساهمت هيلانة بنشر الديانة المسيحيّة في الإمبراطوريّة الرومانيّة، وتميّزت بمحبّتها للجميع.
ولمّا زارت هيلانة الأراضي المقدّسة سنة 326، بحثت في أورشليم عن المكان الذي دُفِنَت فيه خشبة صليب المسيح، فاكتشفت أن هيكلًا لعبدة الأوثان قد شُيِّدَ فوقه. عندئذٍ، أمرت بهدمه. وهكذا، وجدت صليب الربّ. ثمّ قسّمته إلى جزأين؛ أرسلت أحدهما إلى ابنها، والنصف الآخر تركته في القبر. كما أنشأت كنيسة أولى في موقع القبر المقدّس، وكنيسة ثانية في مكان صعود المخلّص، وكنيسة ثالثة في بيت لحم فوق مغارة المهد. وبعد حياة مكلّلة بالمحبّة والعمل الصالح، رقدت هيلانة بعطر القداسة في النصف الأوّل من القرن الرابع.