أربيل, الجمعة 19 مايو، 2023
لم يكن المسيحيّون أوّل من استخدموا المسبحة في تنظيم الصلوات والعبادات، فقد سبقتهم إلى ذلك ديانات قديمة عدّة مع الاختلاف في طبيعة الصلوات. لكن المسبحة الورديّة لم تعرف الانتشار الواسع بين الكاثوليك إلا عقب ظهور مريم العذراء للقديس دومينيك دي غوزمان (عبد الأحد) في العام 1213، حاملةً مسبحةً بيدها، فدعته إلى تلاوتها لأنها ستكون سبب نجاح مساعيه في هداية المهرطقين.
تأمّلٌ في حياة يسوع
تساعد المسبحة الورديّة المؤمنين على التأمّل في حياة يسوع المسيح الأرضيّة كأنّها إنجيل مختصر. «بالنسبة إلى المسيحيين، الإنجيل هو الكتاب الأوّل. وفي الواقع، الورديّة هي إنجيل مصغّر»، بحسب الأسقف واللاهوتي الفرنسي هنري لاكوردير.
لكن «إذا أردنا أن نتمكّن من أن نقول قولًا كاملًا إن الورديّة هي ملخّص الإنجيل، فبعدما ذكرنا التجسّد وحياة المسيح الخفيّة (أسرار الفرح)، وتوقّفنا عند الآلام والموت (أسرار الحزن)، وعند بهجة القيامة (أسرار المجد)، يليق بنا أن نوجّه تأمّلنا إلى بعض أحداث حياة يسوع العلنيّة التي تتّصف بمعانٍ عميقة (أسرار النور)»، كما قال البابا القديس يوحنا بولس الثاني في الإرشاد الرسولي «المسبحة الورديّة لمريم العذراء»، موضحًا أن إضافة أسرار النور تهدف إلى وضع الورديّة في صلب الروحانيّة المسيحيّة، وجذب انتباه المؤمنين إليها.