دمشق, الأحد 14 مايو، 2023
منذ القرون الميلاديّة الأولى، أولت المسيحيّة للفنون أهمّية كبيرة تعزّزت مع ظهور فنّ عصر النهضة الذي كان للكرسي الرسولي دور مفصلي فيه. وظهرت السينما فنًّا جديدًا في الربع الأخير من القرن التاسع عشر. ما كان موقف الفاتيكان منها؟ وكيف تفاعلت الكنيسة الكاثوليكيّة في مصر مع هذا الفنّ الحديث؟
برز اهتمام الفاتيكان بالسينما مع البابا بيوس الحادي عشر الذي أصدر رسالته الشهيرة في العام 1936. وتناول البابا الراحل فيها فائدة الصورة المتحرّكة في التربية والتعليم وإيصال قيمة الجمال وغيرها من القيم والأفكار الاجتماعيّة النبيلة إلى الناس، مؤكدًا أن السينما هبة من الله يستطيع الإنسان تكريسها من أجل الربّ ومجده، كسواها من الفنون، ما يحوّلها إلى وسيلة لخلاص النفوس وتعزيز امتداد ملكوت الله على الأرض.
واعتبر بيوس الحادي عشر أن السينما ترفيه يحتاجه الإنسان، وأنها أصبحت ضروريّة بعد الثورة الصناعيّة. وحذّر من تحوّل هذا النوع من الترفيه إلى فساد ووسيلة غير صحّية تدمّر النسيج الأخلاقي للأمم.
وطلب البابا في رسالته من أساقفة الأبرشيّات تشكيل مراكز تعمل على تصنيف الأفلام ووضع الجيّد منها في لائحة واحدة وعرضها في صالة الكنيسة. وهذا ما كان العمل به قد انطلق منذ العام 1928، عندما أعلنت الهيئة الكاثوليكيّة في مدينة لاهاي الهولنديّة إنشاء المركز الكاثوليكي الدولي للسينما.