روما, الثلاثاء 9 مايو، 2023
تصادف هذا الأسبوع ذكرى مرور خمسين عامًا على زيارة بابا الإسكندريّة للأقباط الأرثوذكس شنودة الثالث الفاتيكان ولقائه البابا بولس السادس وتوقيعهما إعلانًا مشتركًا في 10 مايو/أيّار 1973. لذا، يزور بابا الأقباط الحالي تواضروس الثاني الفاتيكان غدًا للمشاركة في المقابلة العامة الأسبوعيّة مع البابا فرنسيس. فما المقدّمات التي مهّدت للقاء 1973؟ وما كانت أبرز نتائجه؟
بعد مجمع خلقيدونية في العام 451، انقطعت الشركة بين الكنيسة الكاثوليكيّة ونظيرتها القبطيّة الأرثوذكسيّة. وشهدت الكنيستان قرونًا طويلة من القطيعة الكنسيّة قبل أن يأتي المنتصف الثاني من القرن العشرين حاملًا معه مبادرات مختلفة للانفتاح وعودة التواصل.
المبادرة الأولى جاءت مع رسامة البابا القبطي كيرلس السادس في العام 1959، والتي صادف وقوعها في يوم 10 مايو/أيّار أيضًا. وُجِّهت يومها الدعوة إلى الفاتيكان وحضر الرسامة بعض الكرادلة.
أما المبادرة الثانية، فأتت عندما دُعي البابا بولس السادس لحضور حفل افتتاح كاتدرائيّة القديس مرقس وتكريسها في العباسيّة بالقاهرة سنة 1968. وعلى الرغم من اعتذار الحبر الأعظم الروماني عن المجيء، فقد حقق طلب كيرلس السادس، معيدًا جزءًا من ذخائر القديس مرقس الرسول، مؤسس الكنيسة المصريّة بحسب التقليد، كي تكرَّم في الكاتدرائيّة.