أربيل, الأربعاء 3 مايو، 2023
كان حضور رهبانيّة الإخوة الواعظين في العراق متميّزًا على أكثر من صعيد. وفي الموصل خصوصًا، كانت لهم مؤسّسات تعليميّة وخدماتيّة وطبّية عدّة، بينها معهد مار يوحنا الحبيب الإكليريكي الذي أنشأوه في العام 1878 ليكون أحد أبرز تلك المؤسسات وعلامةً فارقة تركت أثرًا مهمًّا في حياة الكنائس الكاثوليكيّة في العراق إذ تخرّج فيه قرابة المئتين من كهنة الكنيستَيْن الكلدانيّة والسريانيّة على مدى قرن من الزمن.
أدار الرهبان الدومينيكان المعهد الذي كان أشبه بالدير أو المدرسة الداخليّة، يقضي فيه التلاميذ أوقاتهم بين التعبّد وتعلّم الصلوات، فضلًا عن دراسة اللغات: السريانيّة بلهجتَيْها الشرقيّة والغربيّة، والفرنسيّة، والتركيّة (في زمن سيطرة الدولة العثمانيّة)، والعربيّة، ومعها دروس الكتاب المقدّس والفلسفة واللاهوت والعلوم على تنوّعها.
باكورة ثمار معهد مار يوحنا
قدّم المعهد باكورة ثماره في العام 1885 عندما تمّت أوّل رسامة كهنوتيّة لتلاميذه، واستمرّت الرسامات بشكل دوري كل سنتين ليَهَبَ خدمة مذبح الربّ أعلامًا في العلم والقداسة. اشتهر منهم بطريرك السريان الكاثوليك جبرائيل تبّوني (1929-1968) الذي ارتقى في العام 1936 إلى رتبة الكاردينال ليكون أوّل كرادلة العراق والشرق الأوسط، والبطريرك الكلداني يوسف السابع غنيمة (1947-1958). ومنهم من قدّم حياته شهادةً لإيمانه المسيحي كالمطران أدّي شير مطران سعرد الذي استشهد في العام 1915، فضلًا عن عدد من الكهنة الشهداء.