أربيل, الثلاثاء 2 مايو، 2023
لا نجد للعذراء مريم صورًا أو أيقونات في تراث كنيسة المشرق، ما عدا بعض المنمنمات التي تتضمّنها المخطوطات القديمة، وفق كتاب «مدخل إلى اللاهوت المريمي في تراث الكنيسة الكلدانيّة» للبطريرك الكلداني لويس روفائيل ساكو.
في الفكر المريمي المشرقي المتّسم بالواقعيّة والبساطة، تمثّل مريم الطريق الذي يؤدّي إلى المسيح، فهي مثال الخلاص بكونها أمًّا حلّ عليها الروح القدس، فملأها نعمةً. وقد تجاوبت مع هذه النعمة بروح المؤمنة الواعية، فكانت المُدبِّرة الحكيمة والخادمة الأمينة التي عكست وجه الله المحبّ للبشر، واستحقّت الطوبى، «فَهُوَذَا مُنْذُ الآنَ جَمِيعُ الأَجْيَالِ تُطَوِّبُنِي لأَنَّ القَدِيرَ صَنَعَ بِي عَظَائِمَ» (لو 1: 48-49).
يُعَدُّ أفراهاط من آباء كنيسة المشرق العظام، ولفرط تعمّقه في الكتاب المقدّس روحيًّا ولاهوتيًّا، لُقِّبَ بالحكيم. عاش في القرن الرابع (270-345) ودوّن تعليمه في 23 مقالة (ܬܚܘܝܬܐ-بيّنة)، تناول فيها محاور عدّة، وفق الكتاب السالف الذكر.
وبالرغم من كون أفراهاط أوّل من ذكر مريم بين آباء كنيسة المشرق، فهو لا يخصّها ببحثٍ لاهوتي إذ إن تعليمه يرتكز على المسيح. وفي السياق عينه، يرد ذكرها وما ورد عنها من معلومات بسيطة في الإنجيل، مستقيًا منه صفاتها: أمّ يسوع، بنت داوود، البتول، ومشدّدًا على كونها الطوباويّة التي نالت حظوة عند الله.