بيروت, الثلاثاء 2 مايو، 2023
تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القديس أثناسيوس بطريرك الإسكندريّة في تواريخَ مختلفة، منها 2 مايو/أيّار من كل عام. هو من عاش طوال حياته يجاهد في سبيل نشر الإيمان القويم.
أبصر أثناسيوس النور في الإسكندريّة في القرن الثالث. ترعرع على حبّ الفضيلة وممارستها. برع في دراسة العلوم والفلسفة واللاهوت والأدب حتى إنّه تفوّق على جيل عصره. بعدها، انكبّ على قراءة الكتب المقدّسة، وواظب على الصلاة والتأمّل. في تلك الحقبة، ذاع صيت القديس أنطونيوس الكبير، فذهب أثناسيوس إلى البرّية للقائه، واختبر حضور الله ونعمته المتجلّية في حياة هذا القديس.
رسمه البطريرك إسكندر شمّاسًا ثمّ كاهنًا. في العام 325، شارك أثناسيوس معه في مجمع نيقيا للتصدّي لبدعة آريوس. حين مات البطريرك إسكندر، انتخبه الأساقفة مكانه، فأدار رعيّته بحكمة وغيرة على وديعة الإيمان الحقّ. في العام 334، عقد الآريوسيّون مجمعًا ترأسه أعداء أثناسيوس الذين تمكّنوا من تحقيق غايتهم بحطّه عن كرسيه.
عندئذٍ، انطلق أثناسيوس إلى روما، طالبًا حماية البابا يوليوس الذي استقبله بفرح كبير. كما دوّن، في تلك المرحلة من حياته، سيرة القديس أنطونيوس الكبير، مساهمًا في غرس أزاهير الحياة الرهبانيّة في إيطاليا. ثمّ عقد البابا آنذاك مجمعًا في روما، فلم يشارك فيه الآريوسيّون. حينئذٍ، أُعيدَ البطريرك أثناسيوس إلى كرسيه. هلّل الشعب بعودته، فسعى إلى إصلاح الخلل الذي أصاب رعيّته، وأعاد الكثير من الضالين إلى الإيمان القويم. كذلك، عقد مجمعًا حرّم فيه كل الأضاليل، بما فيها الآريوسيّة.