بيروت, الاثنين 1 مايو، 2023
تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار النبي إرميا في تواريخَ مختلفة، منها 1 مايو/أيّار من كل عام. هو من كان مطيعًا وأمينًا لكلمة الربّ حتى الاستشهاد.
يُعَدُّ إرميا أحد أنبياء العهد القديم الأربعة الكبار مع أشعيا ودانيال وحزقيال. وُلِدَ في اليهوديّة، وأبوه حلقيا الكاهن. باركه الربّ وهو في أحشاء أمّه إذ قال له: «قبل أن أصوّرك في البطن عرفتك، وقبل أن تخرج من الرحم قدّستك وجعلتك نبيًّا للأمم» (إر 1: 5).
حين دعاه الله ليعلن كلمته إلى الشعوب والممالك، أجابه إرميا: «أيّها السيّد الربّ، هأنذا لا أعرف أن أتكلّم لأنّني ولد» (إر 1: 6). فردّ الله عليه: «لا تقل: إنّني ولد، فإنك لكل ما أرسلك له تذهب وكل ما آمرك به تقول» (إر 1: 7). ثمّ تابع الله الكلام، مشجّعًا إيّاه: «لا تخف من وجوههم، فإنّني معك لأنقذك» (إر 1: 8). بعدها، مدّ الله يده ولمس فمه، قائلًا: «هأنذا قد جعلت كلامي في فمك» (إر 1: 9).
كانت مهمّة إرميا أن يحذّر بكلمة الربّ شعبًا تمادى في الفحش والإصغاء إلى الأنبياء الكذبة وما عاد يرغب من النبوءات إلا بما يتماشى مع شهواته. فشعر النبي بسبب ذلك الواقع بالألم الشديد على شعب اختار الهلاك. ولمّا أمره الله بأن يدوّن نبوءاته التي نطق بها، استدعى باروك بن نيريا لكتابتها.