إرميا... أحد الأنبياء الأربعة الكبار

زجاجيّة للنبي إرميا زجاجيّة للنبي إرميا | Provided by: Jorisvo/Shutterstock

تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار النبي إرميا في تواريخَ مختلفة، منها 1 مايو/أيّار من كل عام. هو من كان مطيعًا وأمينًا لكلمة الربّ حتى الاستشهاد.

يُعَدُّ إرميا أحد أنبياء العهد القديم الأربعة الكبار مع أشعيا ودانيال وحزقيال. وُلِدَ في اليهوديّة، وأبوه حلقيا الكاهن. باركه الربّ وهو في أحشاء أمّه إذ قال له: «قبل أن أصوّرك في البطن عرفتك، وقبل أن تخرج من الرحم قدّستك وجعلتك نبيًّا للأمم» (إر 1: 5).

حين دعاه الله ليعلن كلمته إلى الشعوب والممالك، أجابه إرميا: «أيّها السيّد الربّ، هأنذا لا أعرف أن أتكلّم لأنّني ولد» (إر 1: 6). فردّ الله عليه: «لا تقل: إنّني ولد، فإنك لكل ما أرسلك له تذهب وكل ما آمرك به تقول» (إر 1: 7). ثمّ تابع الله الكلام، مشجّعًا إيّاه: «لا تخف من وجوههم، فإنّني معك لأنقذك» (إر 1: 8). بعدها، مدّ الله يده ولمس فمه، قائلًا: «هأنذا قد جعلت كلامي في فمك» (إر 1: 9).

كانت مهمّة إرميا أن يحذّر بكلمة الربّ شعبًا تمادى في الفحش والإصغاء إلى الأنبياء الكذبة وما عاد يرغب من النبوءات إلا بما يتماشى مع شهواته. فشعر النبي بسبب ذلك الواقع بالألم الشديد على شعب اختار الهلاك. ولمّا أمره الله بأن يدوّن نبوءاته التي نطق بها، استدعى باروك بن نيريا لكتابتها.

ثمّ قرأ باروخ السفر على مسامع الشعب (إر 36: 6). وحين سمع الرؤساء كلام الربّ، أصابهم الخوف. إنّما الملك لم يخف بل شقّ السفر وأحرقه. عندئذٍ، طلب الله من إرميا إعادة تدوينه من جديد. بعدها، طلب رؤساء البلاد من الملك قتل النبي لأنّه «يرخي أيدي رجال القتال الباقين في هذه المدينة وأيدي كل الشعب حين يكلمهم بهذا الكلام لأن هذا الرجل لا يطلب لهذا الشعب سلامًا، بل بلوى» (إر 38: 4).

أُلقي حينئذٍ النبي في جبٍّ فيه وحل (إر 38: 6) لكن خصيًّا أثيوبيًّا خلّصه منه بأمر من الملك وجعله في دار الحرس، وظلّ هناك حتى سقوط أورشليم. ولمّا انتقل إلى مصر، رُجِمَ حتى مات شهيدًا للكلمة.

يا ربّ، لقد عاش إرميا حياته مطيعًا وأمينًا لكلمتك، فعلّمنا أن نحيا على مثاله.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته