أربيل, الاثنين 1 مايو، 2023
يُعرف شهر مايو/أيّار بتكريسه للعذراء مريم. فيه تتجدّد الدعوة إلى التأمّل بأسرار المسبحة الورديّة. لكن في اليوم الأوّل منه يُعَيَّدُ لقديس عظيم متواضع هو مار يوسف النجّار شفيع العمّال.
تعود أصول عيد شفيع العمّال إلى العام 1955، عندما حدّد البابا بيوس الثاني عشر هذا التذكار. فدور القديس يوسف لم يقتصر على كونه مربّيًا ليسوع الطفل وحاميًا للعائلة المقدّسة. هو «الأب القانوني الذي حرس يسوع وعلّمه حرفته. فقد وُلِدَ يسوع وترعرع في أسرة، العائلة المقدّسة، وتعلّم من يوسف حرفة النجارة، في ورشة الناصرة، متقاسمًا معه الالتزام والتعب والمسرّة وكذلك الصعاب اليوميّة»، على حدّ قول البابا فرنسيس (المقابلة العامة الأسبوعيّة في 1 مايو/أيّار 2013).
فلقد كان يسوع نفسه عاملًا. لذلك، أثار استغراب أبناء بلدته الناصرة واندهشوا من حكمته حين تحدّث في المجمع، فتساءلوا: «أَلَيْسَ هذَا ابْنَ النَجَّار؟» (متى 13: 55).
وقد اهتمّت الكنيسة كأمّ بأبنائها العمّال، فوضعتهم تحت شفاعة القديس يوسف، وعلّمتهم بعناية خاصّة كيف يقدّم العمل الكرامة للإنسان إذ إنّه مدعوّ إلى العمل، كما ورد في الكتاب المقدّس: «بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأْكُلُ خُبْزًا» (تكوين 3: 19)، وهو على مثال الله الذي «فَرَغَ فِي اليَوْمِ السَابعِ مِنْ عَمَلِهِ الَذِي قَام بِه» (تكوين 2: 2).