أربيل, السبت 22 أبريل، 2023
كانت منطقة حدياب (أربيل الحاليّة وما حولها، شمالي العراق) من المراكز المهمّة لانتشار المسيحيّة في بلاد ما بين النهرين التي وصلتها البشرى على يد مار توما الرسول ومار أدّي وتلميذيه آجاي وماري. «بحسب التقليد المتواتر ونصوص الآباء والليتورجيا، الرسول توما هو أوّل من حمل البشارة المسيحيّة إلى هذه الأرض ويحتلّ مكانة جليلة في كنيسة المشرق، الكلدانيّة والآشوريّة، وكنيسة مالابار في جنوب الهند. هذه الكنائس تُعِدُّ مار توما رسولها وأوّل من بشّرها بإنجيل يسوع وهو في طريقه إلى الهند» (كتاب «مختصر تاريخ الكنيسة الكلدانيّة» لبطريرك الكنيسة الكلدانيّة الكاردينال لويس روفائيل ساكو).
أقدم الكنائس في عنكاوا
تبرز كنيسة مار كوركيس بقضاء عنكاوا التابع لمحافظة أربيل واحدة من أقدم الكنائس التاريخيّة التي لا تزال قائمة في حدياب. بُنيت الكنيسة على اسم مار كوركيس شفيع القرية (قبل أن تتوسّع إلى قضاء) التي شهدت قرونًا من الاضطرابات والاضطهادات والحروب والغزوات، فكانت مطمح العابثين وعرضة للنهب والسلب والحرق مرّات عدّة، وخسرت نتيجة ذلك الكثير من وثائقها ومخطوطاتها، فكان من الصعوبة بمكان تحديد تاريخ بنائها على وجه الدقّة. الدليل الأثري الأقدم على تاريخها هو شاهد القبر الحجري المودَع قرب بيت العماد بالكنيسة والمحفور عليه نصٌّ باللغة السريانيّة يذكر تاريخ وفاة الأب هرمز من قرية عمكو (عنكاوا الحاليّة) في العام 917. فيما يحدّد أثر حجري آخر تاريخ تجديدها وترميميها في العام 1716 (كتاب «لمحة عن عنكاوا وماضيها وحاضرها» للمؤرّخ حنا عبد الأحد روفو).