في حديث خاصّ إلى «آسي مينا»، أوضح الأب بيتر حنا، كاهن رعايا فالوغا وحمّانا والشبانيّة للروم الكاثوليك، أن الألم ليس شرًّا بحدّ ذاته، بل هو جزء من حياة الإنسان ونتيجة حتميّة لحرّيته ووجوده في هذا العالم وحرّية غيره.
وقال إن ميزة المسيحي تكمن في طريقة تعامله مع الألم لأنه يؤمن بأن الله لا يمكن أن يسبّبه، بل هو يساعده في مواجهته وتحويله إلى فرصةٍ للحبّ.
ولفت الأب حنا إلى أن الألم يصبح صليبًا بعد إضافة الحبّ إليه، وهذا الصليب يوصل إلى القيامة.
ورأى وجوب أن نعيش أوجاعنا كما عاش يسوع المسيح آلامه، مضيفًا: عندما يقول يسوع: «احمل صليبك واتبعني!» يقصد: «يجب أن تتعامل مع صليبك على مثالي».
وشرح الأب حنا كيف تعامل يسوع مع صليبه، قائلًا: لقد خان يهوذا يسوع، ونكره بطرس، وهرب تلاميذه، وتركوه وحيدًا. شفى كثيرين من الشعب الذي عاش معه 3 سنوات، وعلّمهم، لكن هؤلاء أنفسهم هتفوا: «اصلبه! اصلبه!». عاش يسوع كل أنواع الألم الإنساني: الوحدة والخيانة والنكران والاستهزاء والسخرية والألم الجسدي، وأكثرها صعوبة هي الوحدة المتجلّية حين قال: «إلهي! إلهي! لماذا تركتني؟» (مت 27: 46). في هذه اللحظة، عاش يسوع كامل إنسانيّته كي يصل إلى أعماق كل إنسان.
وأضاف: أمّا الطريقة التي كلّل يسوع آلامه بها، فتمثّلت في قوله: «يا أبتِ، بين يديكَ أستودع روحي!» (لو 23: 46).