تقاطر صباح اليوم عشرات آلاف الحجّاج من مدينة روما وكل أقطار العالم إلى قداس عيد الفصح الذي ترأسه البابا فرنسيس في ساحة القديس بطرس الفاتيكانيّة.
فقد حضر إلى الدولة الصغيرة، الواقعة في قلب العاصمة الإيطاليّة، مؤمنون من جنسيّات ودول مختلفة مثل إيطاليا والبرازيل وكندا والفيليبين والبرتغال وجمهوريّة الكونغو الديمقراطيّة من أجل الصلاة في تذكار قيامة يسوع من بين الأموات.
لبنانيّون في الساحة
شارك لبنانيّون من رعيّة مار مارون في روما، حملوا معهم علم بلادهم إلى الساحة. وفي حديث مع «آسي مينا»، أخبر شربل طوق، أحد أبناء بلاد الأرز المشاركين في القداس، أنّه ذهب إلى الاحتفال للطلب من الأب الأقدس الصلاة من أجل وطنه. فراح طوق يصرخ للحبر الأعظم بأعلى صوته باللغة الإيطاليّة: «صَلِّ من أجل لبنان» إذ يأمل أن تنال بلاد الأرز القيامة. وأردف طوق: «صلاة البابا هي أملنا الأخير».
الكاردينال ري يحتفل
على وقع ترانيم القيامة الاحتفاليّة وقرع الأجراس، بدأت مسيرة الدخول. واحتفل الكاردينال جوفاني باتيستا ري، عميد مجمع الكرادلة، بالذبيحة الإلهيّة. فبسبب عدم تمكّن البابا من الوقوف مطوّلًا جرّاء معاناته من آلام ركبته منذ السنة الماضية، بدأ الحبر الأعظم يترأس قداديس الأعياد الكبرى في حين يحتفل بها أحد الكرادلة.
ولم يعظ البابا بعد الإنجيل إذ تلت دقائق من الصمت ترنيم نصّ القيامة بحسب يوحنا، باللغتين اللاتينيّة واليونانيّة، للتأمّل الشخصي. فقد قرأ الحبر الأعظم رسالته الفصحيّة التي صلّى فيها لبلدان عدّة حول العالم تعاني من النزاعات وعدم الاستقرار، مثل سوريا ولبنان وتونس، في آخر الاحتفال من الشرفة الوسطى للبازيليك.
وحضر الذبيحة عدد من الكرادلة، بينهم الألباني إرنست سيموني البالغ 94 عامًا من العمر. وهو الذي قضى 18 عامًا في السجن بعدما فُرِضَت عليه الأشغال الشاقة في خلال الحقبة الشيوعيّة في بلاده. وقد وقف سيموني في آخر الاحتفال إلى جانب فرنسيس عندما أعطى البركة الرسوليّة لمدينة روما والعالم.
35 ألف وردة من هولندا
تحوّل الجزء المحيط بالمذبح إلى حديقة ملوّنة بعدما زيّنتها 35 ألف وردة من هولندا. ففي اليومين الأخيرين، عمل على وضع الورود مسؤولو خدمة الحدائق والبنى التحتيّة في حاكميّة الفاتيكان، بالتعاون مع مصمّمة زينة الورود دانييلا كانو ومنسّقي ورود هولنديين وأساتذة في التكنولوجيا البيولوجيّة من سلوفانيا.