دمشق, الأحد 9 أبريل، 2023
تُعَدُّ كنيسة القيامة واحدة من أهمّ الكنائس في العالم وأقدم 3 كنائس في الأراضي المقدّسة. متى بُنِيَت؟ كيف كان تصميمها المعماري الأوّل؟ ماذا أكدت الأدلّة المهمّة العائدة إلى القرن الرابع؟
أمر الإمبراطور قسطنطين الكبير ببناء كنيسة القيامة بعد طلب من أسقف القدس آنذاك مكاريوس، وزيارة والدة الإمبراطور «القديسة هيلانة» في عشرينيّات القرن الرابع في القدس بهدف تحديد قبر المسيح، الموقع الذي ستُقام عليه الكنيسة، معتمدة على الروايات الشفهيّة للسكان المحليين، فنحن لا نمتلك دليلًا تاريخيًّا يشير إلى موقع القبر بدقّة.
في المقابل، لدينا أدلّة مهمّة تعود إلى القرن الرابع تثبت زمن بناء الكنيسة، منها شهادات يوسابيوس القيصري والقديسين كيرلس الأورشليمي وجيروم وكتابات الحاجّة الإسبانيّة إيجيريا. أمّا أهمّ هذه الأدلّة، فهي شهادة «حاج بوردو» الذي زار القدس في العام 333. كذلك، من المؤكد أن هناك صلبانًا اكتُشفت في مغارة تقع أسفل البازيليك في تلك الفترة، وآمن المسيحيّون بأن أحدها صليب المسيح.
بعد نحو 10 سنوات من عمليّات الإعمار، رأت كنيسة القيامة النور حوالى 335، وهي لا تشبه مطلقًا الكنيسة القائمة اليوم. يلي مدخلها من جهة الشرق صحن الكنيسة (أتريوم)، ثمّ البازيليك نفسها (مارتيريوم) أي مقام الشهداء، والتي ترتفع 22 مترًا وتحوي أربعة صفوف من الأعمدة قسّمت الكاتدرائيّة إلى حُجرة مركزيّة محاطة بأربعة أروقة.