أربيل, الجمعة 7 أبريل، 2023
لم يُخْفِ الفنّان الراحل محمد غني حكمت سعادته البالغة بتكليفه نحت مراحل درب الآلام لتزيّن جدران كنيسة الصعود الكلدانيّة في العاصمة العراقيّة بغداد في العام 1991. وأعرب النحّات المسلم عن رغبته في ألا يكون تصميمه تقليديًّا، فحاول الاستفادة من الموروث العراقي القديم، ولا سيّما من النحت الآشوري، مضيفًا لمسته بجعله كل الوجوه في المنحوتة شرقيّة السمات واللباس.
عن هذه المنحوتات، قال الأب فادي نظير راعي كنيسة الصعود في حديث خاصّ لـ«آسي مينا» إن إنجاز مراحل درب الآلام على شكل منحوتات في كنيستنا شكّل المشروع الأوّل والوحيد من نوعه في كنائس العراق، فضلًا عن تكليف نحّات مسلم ليصمّم مراحله الأربعة عشرة. لذا، عزم الفنّان على أن يكون عمله نموذجًا فريدًا متميّزًا، فاختار الحجر الموصلّي لمنحوتاته المستطيلة الشكل التي تصوّر في أعلاها آلام الناس وفي أسفلها آلام المسيح، مستبدلًا الهالة بشعاع نور نازل من السماء، على حدّ قول الأب نظير. وأضاف: «تعتزّ كنيستنا بهذه المنحوتات الرائعة، ونحرص على إدامتها وإنارتها بالشكل الذي يبرز أهمّيتها الروحيّة والفنّية».
كرمزٍ للعراق المتألّم والواحد بكل أطيافه، وقع الاختيار على المرحلة السادسة (فيرونيكا/وارينا تمسح وجه يسوع بالمنديل) من منحوتات درب الآلام في كنيسة الصعود للنحّات العراقي المسلم لعمل مجسّم مصغّر من البرونز على شكل نسخة طبق الأصل عن الجداريّة لتكون من الهدايا الأكثر تميّزًا المُهداة من الرئيس العراقي آنذاك برهم صالح إلى البابا فرنسيس في خلال زيارته التاريخيّة للعراق من 5 إلى 8 مارس/آذار 2021.