1.في ختام هذه الرياضة الروحيّة، نرفع ذبيحة الشكر لله، وقد خاطب قلب كل واحد وواحدة منّا من موقعه، وجعلنا نتّخذ مقاصد في حياتنا ومسؤوليّاتنا. ولا ننسى أن الله استجاب صلوات شعبنا في لبنان وخارجه، وقد عبّروا عن فرحتهم لهذه المبادرة، وعلّقوا عليها آمالًا كبيرة.
2.تؤكد كلمة إنجيل اليوم أن المسيح ربّنا ارتضى الموت على الصليب ليفتدي خطايا كل إنسان يأتي إلى العالم. إن كل واحد وواحدة منّا هو هذا الإنسان. فلا يمكن أن نجعل موته سدًى. وارتضى الموت ليجمع أبناء الله إلى واحد. إن ثمن وحدتنا الروحيّة بروح الأخوّة والاحترام المتبادل لغالٍ، وغالٍ جدًّا، وهو دم المسيح المراق على الصليب.
في هذا الأسبوع المقدّس الذي نستذكر فيه آلام الربّ يسوع وموته فدًى عن خطايانا، وقيامته من الموت لتقديسنا، شئنا في منتصفه إقامة هذه الرياضة الروحيّة، آملين أن نحمل معنا ثمار موت يسوع على الصليب: فداء خطايانا، ووحدتنا بالمسيح.
3.في حديثٍ للبابا فرنسيس مع فريق من طلّاب العلوم السياسيّة، في 18 مارس/آذار الماضي، تكلّم عن السياسي الصالح، والسياسي السيّئ، انطلاقًا من وجهين يذكرهما الكتاب المقدّس في عهده القديم.
4.الوجه الأوّل هو آحاب الملك (3 مل 21: 1-15) الذي أراد استملاك كرم نابوت ليوسّع حديقته. فرفض نابوت التخلّي عن ميراث أجداده، ما جعل الملك يحزن ويمتنع عن تناول العشاء. فوجدت زوجته الحيلة لقتل نابوت. ولمّا فعلت، قالت للملك: «قم، فرث كرم نابوت. فلم يبقَ حيًّا، بل مات» (الآية 15). لكن قصاص الله لآحاب وزوجته كان صارمًا للغاية (الآيات 16-25).
آحاب يمثّل السياسة السيّئة التي تتقدّم في مصالحها الخاصّة، وتقصي الآخرين، والتي لا تسعى إلى الخير العام، وتستعمل كل الوسائل للوصول إلى مصالحها. آحاب الملك ليس أبًا بل متسلّط. السياسة التي تمارس السلطة تسلّطًا لا خدمة هي غير قادرة على الاعتناء بالآخرين، فتسحق الفقراء، وتستغلّ الأرض بتشويه طبيعتها، وتواجه النزاعات بالحرب، ولا تعرف كيف تحاور.