دمشق, الثلاثاء 4 أبريل، 2023
في العام 2011، أصدر البابا الراحل بنديكتوس السادس عشر الجزء الثاني من كتاب «يسوع الناصري» بعنوان «من دخول أورشليم إلى القيامة»، متناولًا فيه حياة معلّمه في أيّامه الأخيرة على الأرض، لاهوتيًّا وتاريخيًّا. فكيف تأمّل البابا بنديكتوس في يسوع المائت على الصليب؟
بحسب إنجيل يوحنا، كانت آخر كلمة قالها يسوع وهو على الصليب: «تمّ كل شيء» (يو 19: 30). وقد لفت البابا بنديكتوس الانتباه إلى هذه الكلمة التي ترد في صيغتها اليونانيّة (tetelestai) في أوّل مرحلة من مراحل الآلام عند غسل الأرجل. كما أشار يوحنا إلى أن يسوع أحبّ خاصّته إلى أقصى الحدود حتى «النهاية» (telos). هذا الإتمام الأقصى للحبّ سيصل به يسوع إلى حدّ الموت حتى النهاية، محقّقًا الحبّ الشامل عند بذل ذاته.
وتأمّل البابا الراحل في يسوع لكونه الحمل الذي ذُبِحَ في يوم ذبح خروف الفصح اليهودي، كما قال يوحنا المعمدان: «هوذا حمل الله الذي يرفع خطيئة العالم» (يو 1: 29).
وأراد البابا القول إن يسوع هو حمل الفصح الحقيقي، النقيّ، الكامل. فالتقليد اليهودي يُنهي عن كسر أيّ عظم من عظام خروف الفصح (خر 12: 46). وبالفعل، في الوقت الذي كُسِرَت فيه ساقا اللصّين بهدف تسريع عمليّة موتهم، لم يُنَفَّذ الأمر نفسه بيسوع لأنه كان قد مات، وكأنه المقصود في سفر المزامير: «البار كثيرة مصائبه والربّ من جميعها ينقذه. يحفظ عظامه كلّها، فلا ينكسر واحد منها» (مز 34: 20-21).