وأشار إلى أن الخيانة لا تُبطل الزواج، إلا إذا أبقى الزوج على علاقته بعشيقته السابقة بعد الزواج، وتُسمّى هذه الحالة التلجئة في حلية الأمانة.
وشدّد المونسنيور معوّض على أن الشرط الأساسي للابتعاد عن الخيانة يكمن في الالتصاق الدائم بالمسيح لأنه الضمانة الوحيدة عندما يلوح الخطر، فإذا غاب المسيح عن الحياة الزوجيّة، غابت عنها الأمانة والسعادة.
في المقابل، أكد أن لا قوّة تُبطل الزواج إذا كان صحيحًا، مضيفًا: في الكتاب المقدّس، أعاد يسوع الزواج إلى حالته الأولى حيث لم يكن الطلاق موجودًا (مت 5: 31-32) لأن "ما يجمعه الله لا يفرّقه إنسان" (مر 10: 9).
نسبة انفصال الأزواج إلى ارتفاع
في سياق آخر، تناول المونسنيور معوّض نسب الانفصال في الكنيسة الكاثوليكيّة في لبنان، فقال: منذ 5 سنوات، أفادت الاحصاءات بتسجيل 6000 عقد زواج في السنة لكن هذا الرقم تراجع حاليًّا، ولم تتعدَّ نسبة المنفصلين آنذاك 10 في المئة.
في العام 2010، تراوح عدد دعاوى البطلان والهجر التي تقدّم بها الأزواج إلى المحكمة الروحيّة بين 200 و250 دعوى في السنة.
في العام 2019، ارتفعت هذه النسبة، فتراوح العدد بين 600 و650 دعوى.
وحاليًّا، يبلغ عدد الدعاوى التي تُقدّم في المحكمة الروحيّة المارونيّة حوالى 650، وأغلبيّتها بطلان زواج مقابل الهجر (دعاوى الهجر قليلة)، ويستغرق وقت الدعاوى حوالى سنة في المحكمة الابتدائيّة و6 أشهر في المحكمة الاستئنافيّة، علمًا بأن بعض الدعاوى تنتهي في خلال 6 أشهر أو سنة، ولا سيّما عندما يكون الطرفان متّفقين على بطلان الزواج.
محاولات باءت بالفشل
وقال المونسنيور معوّض إن الكنيسة لم تنجح في الحدّ من انفصال الأزواج، والدليل على ذلك ارتفاع حالات بطلان الزواج، لافتًا إلى أنها سعت إلى جعل نسبه تتراجع من خلال الدورات الإعداديّة للزواج لكن محاولاتها باءت بالفشل.
إلى ذلك، أشار إلى إمكانيّة ارتباط المؤمنين بشركاء جدد بعد الانفصال عن بعضهم، لكن خياراتهم ستنعكس تداعياتها على النساء والأبناء أكثر ممّا ستؤثر على الرجال.
(تستمر القصة أدناه)
اشترك في نشرتنا الإخبارية
كلمة المسيح إلى الأزواج المنفصلين
في إطار الردّ على سؤال متعلّق بالكلمة التي يوجّهها الربّ يسوع إلى الأزواج المنفصلين في زمننا الحاضر، أجاب المونسنيور معوّض: لو جاء المسيح في هذا العصر ورأى الخلافات الزوجيّة، لكان توجّه إليهم بالقول: عيشوا الإنجيل! مضيفًا: في عرس قانا الجليل، أنقذ يسوع الزوجين من نفاد الخمر. عندما ينفد الحبّ، تقع الخلافات بسبب الابتعاد عن المسيح.
الحلّ الأفضل للحدّ من انفصال الأزواج
وختم المونسنيور معوّض حديثه عبر "آسي مينا"، مؤكدًا أن الحلول المطروحة للحدّ من انفصال الأزواج في الكنيسة تتمثّل في القرب من الله، ومردفًا: عندما تغيب المحبّة المسيحيّة عن علاقة الزوجين، تنقلب حياتهما إلى جحيم، فركيزة الزواج الأولى هي المحبّة لله والحبّ المتبادل بين الزوجين.
وأشار إلى أن الحبّ غرسة صغيرة يزرعها المتحابان عند قرار الالتزام في الزواج، وهذه الغرسة تبرز في وقت الزواج، وتنمو عندما يعيش الزوجان مع الأولاد في إطار عائلي موحّد ودافئ.
مديرة التحرير السابقة في «آسي مينا»، صحافيّة لبنانيّة ملتزمة. سعيت دومًا في مسيرتي المهنيّة إلى حمل شعلة البشارة باسم يسوع المسيح وإيصال كلمته إلى أقاصي الأرض.