في ظل الواقع الأليم في لبنان، ما الخطوات الفعليّة التي تقوم بها الكنيسة كي تمنع الشباب من الانتحار؟
في حديث خاصّ إلى «آسي مينا»، أكد الأب مروان عاقوري، خادم كنيسة القديسة ريتا-سنّ الفيل ومسؤول دائرة التواصل في أبرشيّة بيروت المارونيّة، أن دور الكنيسة يتمثّل في الإصغاء والإرشاد والمساعدة اللازمة المقدّمة للأشخاص الذين يفكّرون بإنهاء حياتهم، علمًا بأن الأسباب الاقتصاديّة تعود إلى تقصير الدولة في أوقاتٍ كثيرة.
وأوضح أن دور الكنيسة لا يكمن في أن تقوم مقام الدولة، لكنها تؤدّيه على قدر المستطاع من خلال أجهزتها واللجان الاجتماعيّة الموجودة في كل رعيّة، ومساندتها المتألمين في حدودٍ معيّنة.
وقال إن كثيرين يحتاجون للّقاء بيسوع وبشهودٍ له، وليعرفوا أن المسيح هو الإله الحيّ، مضيفًا: يسوع واجه أيضًا حالات مستعصية (الأبرص، النازفة، المرأة الخاطئة، المنبوذ، جابي الضرائب)، وقد أوصل المجتمع هؤلاء الأشخاص إلى العزلة، لكن حياتهم تغيّرت لمّا التقوا بالمسيح.
وشدّد على أن دور الكنيسة يتجلّى في الشهادة ليسوع الحيّ ولِلَمْسَتِه الشافية والمحوّلة، داعيًا هؤلاء الأشخاص إلى الالتزام في جماعة روحيّة ومحاولة معالجة أسباب معضلاتهم.
لاهوت القرب والشباب في الكنيسة
من جهته، وصف الخوري د. ميلاد عبّود، عميد شؤون الطلاب في جامعة الحكمة وكاهن معاون في كنيسة مار يوسف-الأشرفيّة، عبر «آسي مينا» واقع الشباب اللبناني لكونه يتواصل بشكل دائم مع آلاف الطلاب، قائلًا: تعكس وجوه هؤلاء الشباب ثقل الأيّام الحاليّة، وتسيطر عليهم أحيانًا فكرة الموت واليأس.
ورأى وجوب أن تكون الكنيسة (العلمانيّون والمكرّسون) قريبة من عالم الشباب وتفهم لغتهم وتفتح قلبها لهم وتلتقي بهم، وتجسّد لاهوت القرب (اللقاء والإصغاء)، وتقبل انتقادهم وتقدّم لهم يسوع المسيح، رجاء الحياة وكلمتها الأبديّة، وتقول لهم إن يسوع يحبّهم، وإنه عاش الصعوبات والاضطهادات والخيانة مثلهم، لكن ثقته بقيت ثابتة بأبيه السماوي، فيفهموا أن الحياة لها معنى وأن لهم دورًا فيها لأنهم حاضر الكنيسة ومستقبلها.
مديرة التحرير السابقة في «آسي مينا»، صحافيّة لبنانيّة ملتزمة. سعيت دومًا في مسيرتي المهنيّة إلى حمل شعلة البشارة باسم يسوع المسيح وإيصال كلمته إلى أقاصي الأرض.