أربيل, الثلاثاء 21 مارس، 2023
تمتدّ جذور الحياة الرهبانيّة المسيحيّة إلى القرون الأولى، وقد نشأت في مصر على أيدي القديس أنطونيوس الكبير، أبي الرهبان، ورفاقه. أمّا في بلاد ما بين النهرين، فشرعت مع بني قياما، أي أبناء العهد وبناته، لتنتشر بعدئذٍ الأشكال الديريّة للحياة النسكيّة.
تحمل التسمية الرسميّة للرهبنة الكلدانيّة صفة «الأنطونيّة» نسبةً إلى أبي الرهبان أبرز شفعائها. أمّا «الهرمزديّة»، فنسبةً إلى شفيعها الثاني هرمزد المعروف بالربّان أي الراهب الكبير، وهو مؤسّس الحياة الديريّة مطلع القرن السابع في موضع الدير المعروف باسمه والقائم حتى اليوم في الجبل المطلّ على بلدة ألقوش، شمالي الموصل بالعراق.
يذكر التقليد الكنسي أن هرمزد حفر صومعته بنفسه في جبل ألقوش، واضعًا بذلك حجر الأساس لتأسيس الرهبنة. وإذ ذاع صيته بالفضيلة والأعاجيب والشفاءات، التحق به عدد من الرهبان من الأديار القريبة وانتمى شباب جدد من القرى المجاورة إلى الرهبنة ليزيد عددهم عن المئة وخمسين راهبًا أواخر القرن السابع.
عانت الرهبنة الاضطهادات والحروب والغزوات والاعتداءات المتكرّرة، وتعرقلت مسيرتها الشاقّة وتشتّت الرهبان حتى أصبح دير الربّان هرمزد مهجورًا تمامًا أواخر القرن الثامن عشر. لكنها عادت وازدهرت في بدايات القرن التاسع عشر بمساعي الشمّاس جبرائيل دنبو وأصله من ماردين في تركيا الحاليّة.