بيروت, الأربعاء 15 مارس، 2023
تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار القديس بنديكتوس مؤسّس الرهبنة البندكتيّة في تواريخَ مختلفة، منها 15 مارس/آذار من كل عام. هو من ترك بيت أبيه وحياة العزّ، واختار السير في طريق الزهد والتقشّف.
وُلِدَ بنديكتوس في مدينة نورتشا الإيطاليّة في العام 480، ونشأ في عائلة تقيّة وغنيّة. لمّا أرسله والده إلى روما لتحصيل العلم والمعرفة، لم يستطع البقاء هناك طويلًا بسبب الفساد المنتشر في تلك العاصمة، إضافةً إلى سلوك رفاقه اللاأخلاقي. وهكذا اضطرّ للعودة إلى بيت أبيه على الرغم من تفوّقه العلمي.
في عمر المراهقة، أحسّ بنديكتوس برغبة قويّة تحضّه على الزهد والتخلّي عن حياة الرفاهيّة والعزّ، فغادر بيت أبيه سرًّا وانطلق صوب الجبال، وراح يتأمّل في عظمة الخالق وما صنعت يداه.
في أحد الأيّام، بينما كان يحيا العزلة، التقى راهبًا قديسًا يُدعى أرومانوس، فكشف له بنديكتوس عن رغبته العميقة بالتنسّك. حينئذٍ، قرّر أرومانوس مساعدته، وألبَسَهُ الإسكيم الرهباني. بعدها، راح بنديكتوس يحيا الصلاة والصوم والتقشّف طوال ثلاث سنوات. وكان يتعرّض لتجارب متكرّرة كلّما تقدّم أكثر على المستوى الروحي، وراح يقاومها من خلال الوقوع على الأشواك. وبعد جهاد طويل، انتصر عليها كلّها بقوّة الربّ يسوع ونعمته.