ماتاغالبا, الثلاثاء 14 مارس، 2023
علّقت السلطة الحاكمة في نيكاراغوا علاقاتها الدبلوماسيّة مع الفاتيكان. وقد أبلغ مصدر فاتيكاني رفيع وكالة رويترز أن نيكاراغوا قد أغلقت السفارة الرسوليّة في عاصمة البلاد ماناغوا وسفارتها لدى الكرسي الرسولي في روما، لافتًا إلى أن إغلاق السفارات لا يعني بالضرورة قطعًا تامًّا للعلاقات بين الجانبين إلا أنّه خطوة جادة بهذا الاتّجاه.
ومن المرجّح أن يكون السبب وراء هذا القرار تصريحٌ للبابا فرنسيس أدلى به ضمن مقابلة مع صحيفة «إنفوبي الأرجنتينيّة» وصف فيها حكومة نيكاراغوا الحاليّة بـ«ديكتاتوريّة فظّة» يقودها «رئيس غير متوازن». شبّه الأب الأقدس في مقابلته الأوضاع في البلاد بفترة صعود كل من الشيوعيّة الروسيّة في العام 1917 والنازيّة الألمانيّة في ثلاثينيّات القرن المنصرم.
وقد لعبت الكنيسة الكاثوليكيّة في العام 2018 دور الوسيط بين حكومة الرئيس النيكاراغوي دانيال أورتيغا والمعارضة في البلاد، ما خلق بعضًا من التوتر والخلاف بين الكنيسة والسلطة. وراح التباعد يزداد في السنوات الأخيرة بين الطرفين حتى قامت الحكومة في 12 مارس/آذار 2022 بطرد السفير الباباوي المونسنيور فالديمار ستانيسلاف سومرتاغ، متّهمةً إيّاه بالوقوف إلى جانب المعارضة. كما وصف أورتيغا الشخصيّات الكاثوليكيّة المتعاطفة مع المعارضة بـ«الإرهابيين».
وكانت الشرطة النيكاراغويّة قد فرضت حصارًا في أغسطس/آب الفائت دام لأكثر من أسبوعين حول دار ماتاغالبا الأسقفيّة، محتجزةً المطران رولاندو ألفاريز مع ثلاثة كهنة وأربعة أشخاص آخرين. وألفاريز هو أحد أشدّ منتقدي الرئيس في ما يتعلّق بالقيود المفروضة على الحرّيات الدينيّة. وفي خضمّ كل ذلك، حافظ فرنسيس على صمته غير راغب بتأجيج التوتّرات، مؤكدًا لصحيفة «أي بي سي» الإسبانيّة في ديسمبر/كانون الأوّل الماضي أن الكرسي الرسولي يسعى دائمًا لإنقاذ الشعوب وسلاحه الوحيد هو الحوار.