بيروت, الثلاثاء 14 مارس، 2023
بينما لا يزال لبنان في حالة انهيار اقتصادي ومالي، وصل سعر صرف الدولار الأميركي في السوق السوداء اليوم إلى 100 ألف ليرة لبنانيّة، وهو أعلى مستوى له منذ أكتوبر/تشرين الأوّل 2019، عندما كان يساوي 1500 ليرة. من هنا، سألت «آسي مينا» د. غادة الطبّاع عن الوضع الحالي في بلاد الأرز وعن المسيحيين فيه. الطبّاع حاصلة على دكتوراه في العلوم الاقتصاديّة من جامعة السوربون-باريس الشماليّة وهي مستشارة اقتصاديّة في منظّمات دوليّة عدّة وأستاذة محاضرة في جامعة القديس يوسف والجامعة اللبنانيّة في بيروت.
شرحت الطبّاع أن الوضع العام الاقتصادي والمالي هو «الأخطر في تاريخ البلاد والعالم»، بحسب تقرير صادر عن وكالة فيتش الدوليّة للتصنيف الائتماني شمل 122 دولة. واعتبرت أن الاقتصاد الوطني قد حقّق في العام الأخير صفر نموّ في ظلّ «مواصلة السقوط الحرّ في القطاعات كافة».
في السياق عينه، لفتت الطبّاع إلى أن «المصارف تواصل مراكمة الخسائر وتمارس ضغوطًا قويّة وتعترض على مسوّدة خطة التعافي المالي التي وافقت عليها الحكومة»، لكن انعدام الثقة بالقطاع المصرفي مستمّر، ودور هذا الأخير قد تقلّص على الصعيد الوطني بعد توقفه عن تقديم قروض جديدة وتخفيض سقف السحوبات. ورأت الطبّاع أن الحلّ هو سياسي يبدأ بإصلاحات بنيويّة تعيد الثقة للقطاع المالي والمصرفي.
وفي تبعات الأزمة، أشارت الطبّاع إلى أن تضخّم الأسعار قد أدّى إلى تدهور القدرة الشرائيّة للمواطن وضعف الأمن الغذائي ووقوع عدد كبير من الأُسر تحت خطّ الفقر وحرمانها من الخدمات الصحّية والتعليم والنقل.