أربيل, الأحد 13 مارس، 2022
لنفهم ما هو الصوم: للصوم وجهان جسدي وروحي. فالوجه الجسدي للصوم هو الإمتناع عن الأكل والشرب لفترة من الوقت من أجل الاقتراب من الله بالتوبة والإيمان والصلاة. فالصوم لا يقوم على الفم فحسب، وإنما العين والأذن والقدمين واليدين وكل أعضاء الجسم، ولا يقوم على التبدل الذي طرأ على طعامنا فقط بل على قلبنا. فمن يستطيع أن يسيطر على الأشياء المسموحة يستطيع أن يسيطر على الأشياء الممنوعة. فالصوم يتطلب جهد يقوم بقهر الإنسان لذاته، بغية التقرب من الله ومن البشر، إذ أن” الرُّوحُ مُندَفع وأَمَّا الجَسدُ فضَعيف (متى 26: 41).
أما الوجه الروحي للصوم فهو الإمتناع عن الخطيئة، هو موقف القلب، القلب المتواضع التائب، الذي يسعى لتجديد علاقته مع الله. كما يقول يوئيل النبي "مَزِّقوا قُلوَبَكم لا ثِيابَكم وأرجِعوا إِلى الرَّبِّ إِلهكم فإِنَّه حَنونٌ رَحيم طَويلُ الأَناة كَثيرُ الرَّحمَة ونادِمٌ على الشَّرّ" (يوئيل 2/13). الصوم هو عدم تفكير الإنسان بالشر في قلبه، إلى التجديد والتغيير والتطوير في الشعور، الصوم هو ترك الإنسان العتيق ولبس الجديد، إلى الانتقال من الحياة القديمة والعودة إلى الشباب المتجدد. الصوم هو كبح رغبات الجسد والابتعاد عن الأفكار الشريرة وتحرر من التخيلات المذنبة، هو طهارة الصلاة، نور للنفس ويقظة العقل والقلب معا، هو زمن العودة إلى بعضنا البعض بأفعال المحبة والصدقة والرحمة والمصالحة. هو موقف القلب، الذي يسعى لتجديد العلاقة مع الآخرين ومع الله فهو إنتظار الرب.
علاقة الشباب بالصوم: علموا الشباب أن الصوم هو ليس علاقة تجارية مع الله ( شيء مقابل شيء )، علموهم أن الصوم هو تسامح ومحبة وصدقة وصلاة، لا تتركوا الصوم يكون فقط شكليات، إزرعوا فيهم حب التقرب من الله عن طريقه، إنها مسؤولية لنشر الفكر السليم عن الصوم، بالتأكيد ما يتعلمه الشباب وما يعملوه يعتمد على ما رأوه من من حولهم.
الشباب بالغالب مشغولون يعملون جاهدين لبناء مستقبلهم، وربما يتجاهل بعض الشباب الصوم بسبب إنشغالاتهم، أو فقط بسبب تفكيرهم إنه ليس من الضروري الامتناع عن الطعام طالما أنهم لا يقومون بعمل شي سيء.