بغداد, الاثنين 6 مارس، 2023
بعد سقوط نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في العام 2003، عانت البلاد من فوضى كبيرة انعكست على أوضاع المسيحيين، فباتوا يتمتّعون بقدر أقلّ من الحرّية، خاصّة في المحافظات الشماليّة التي ازداد فيها انتشار الفكر الديني المتطرّف ليتمّ التنكيل بالمسيحيين والتضييق عليهم، وهو ما بلغ أوجه بالتزامن مع ظهور تنظيم داعش.
في السنوات الأخيرة، برزت رغبة السلطات العراقيّة في طيّ صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة تمثّلت نتيجتها بزيارة البابا فرنسيس للعراق في العام 2021، فاختير 6 مارس/آذار من كل عام للاحتفال بـ«اليوم الوطني للتسامح والتعايش».
وكان رئيس الوزراء العراقي آنذاك مصطفى الكاظمي أوّل المتحدّثين عن هذا اليوم بتغريدة عبر تويتر، نُشرت في 6 مارس/آذار 2021، قال فيها: «بمناسبة اللقاء التاريخي بين قطبي السلام والتسامح، سماحة المرجع الأعلى السيّد علي السيستاني وقداسة البابا فرنسيس، ولقاء الأديان في مدينة أور التاريخيّة، نعلن عن تسمية يوم السادس من مارس/آذار من كل عام يومًا وطنيًّا للتسامح والتعايش في العراق».
كما كان البابا فرنسيس قد حلّ ضيفًا في اليوم عينه على المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني في منزله بالنجف. وشدّد الأب الأقدس في هذا اللقاء على أهمّية التعاون والصداقة بين الجماعات الدينيّة حتى تتمكّن من المساهمة في خير العراق والمنطقة والبشريّة جمعاء من خلال تعزيز الاحترام المتبادل والحوار، شاكرًا المرجع الشيعي الأعلى لأنّه رفع صوته دفاعًا عن الضعفاء والمضطهدين. من جهته، أشار السيستاني إلى الدور الواجب على القيادات الروحيّة القيام به للحدّ من مآسي العالم العربي، وحضّ القوى الكبرى على تغليب لغة العقل والحكمة ونبذ الحرب.