أربيل, السبت 4 مارس، 2023
تدعو الكنيسة مؤمنيها إلى الصوم في أوقات معيّنة من السنة لتحضّهم على اتّباع خطى الربّ. فهل توصيهم بهذه الأصوام أم تأمرهم بها؟
أوضح الأب ألبير هشام في حديث خاصّ لـ«آسي مينا» أن لا إجبار في المسيحيّة عمومًا، فالمسيح لم يجبر أحدًا على أمرٍ طوال حياته على الأرض، بل ذكّر تلاميذه بأن يبشّروا الجميع بالخلاص، مستخدمين قوّة الإقناع بمحبّة الله الذي يريد أن يخلص جميع الناس (1 تي 2: 4). لذا، يقول الربّ عن الصوم: «إذا صمتم، فلا تكونوا عابسين» (مت 6: 16)، وهذا يبيّن اختياره بحرّية.
في السياق القانوني، تناول الأب هشام توصيات الكنيسة الكلدانيّة بخصوص الصوم الأربعيني، لافتًا إلى أنها حدّدت اليوم الأوّل والجمعة العظيمة للصوم عن الزفرين (اللحوم والبياض) والامتناع عن الأكل إلى الظهر. أمّا في الأسابيع الأوّل والرابع والأخير، فيكون الصوم عن اللحم، مؤكدًا أن الكنيسة تترك للمؤمنين حرّية اختيار طريقة صومهم.
عن تسمية الكنيسة لهذا الصوم بالأربعيني، أكد الأب هشام أنها تشير إلى الأيّام التي صامها المسيح في البرّية قبل أن يُجَرَّب من إبليس، مضيفًا: لم يكن المسيح محتاجًا إلى الصوم لنفسه، لكنه فعل ذلك الأمر استعدادًا لبدء رسالة الملكوت العلنيّة.