القبيّات, الأحد 5 مارس، 2023
في الأحد الثالث من زمن الصوم وفق التقويم الماروني، تتأمّل الكنيسة في نصّ من إنجيل القديس لوقا (8: 40-56) يتداخل فيه شفاءان: إحياء ابنة يائيروس وشفاء النازفة.
التداخل بين الشفاءين يحمل الكثير من المعاني والعبر: صبيّةٌ (عمرها 12 عامًا) وامرأةٌ (مريضة منذ 12 عامًا) تمثّلان عهدَيْن: المرأة النازفة تمثّل شعب العهد القديم الذي «نزفت» روحانيّته ونضبت صلاته، فجاء الربّ وضخّ الروح فيه من جديد في قلب كنيسة (الصبيّة) ستُضطهد وتشقى، لكنّه يقيمها من موت الخوف والإحباط واليأس في كلّ مرّة تتغلّب على ذاتها بالصلاة والرجاء والغفران والمحبّة.
النزف بحدّ ذاته مرضٌ لا يقلّ خطرًا عن البرص، فالدم بالنسبة إلى البيئة والتقليد السائدين آنذاك هو الحياة. وبالتالي، نزف الدم هو نزفٌ للحياة التي تفقد ببطءٍ، وبفقدانها تنجّس صاحبها وكلّ ما يلمسه أو من يلمسه من أشياء أو أشخاص.
مَنْ منّا لا يعاني من نزيفٍ في حياته؟!