وقف الناس في إنتظار البابا لمدة خمس ساعات، حتى النساء الذين يحملون أطفالا بين أذرعهن.
لقد إنتظروا وكان هناك أمل في عيونهم.
للشعب العراقي الحق في العيش بسلام. لديهم الحق في إعادة إكتشاف الكرامة التي تخصهم.
أعرب البابا عن أسفه لأن الحرب دمرت العاصمة التاريخية بغداد، والتي كانت تضم في يوم من الأيام واحدة من أكبر المكتبات في العالم.
قال: "الحرب هي دائما ذلك الوحش الذي يتحول مع تغير العصور ويستمر في إلتهام البشرية.
لكن الرد على الحرب ليس حربا أخرى، الرد على الأسلحة ليس أسلحة أخرى".
وسألت نفسي: "من كان يبيع الأسلحة للإرهابيين؟ من يبيع الأسلحة اليوم للإرهابيين، الذين يتسببون في مذابح في مناطق أخرى، دعنا نفكر في إفريقيا، على سبيل المثال؟ إنه سؤال أود أن يجيب عليه أحد".
قال إن التحدي الذي يواجه العراق وغيره من البلدان التي مزقتها الحرب هو بناء الأخوة.
وقال "لهذا السبب إلتقينا وصلينا مع المسيحيين والمسلمين وممثلي الديانات الأخرى في أور حيث تلقى إبراهيم دعوة الله قبل حوالي 400 عام".
وقال إن رسالة الأخوة ترددت أيضا خلال زيارته لكاتدرائية السريان الكاثوليك في بغداد حيث قتل 48 شخصا في هجوم إرهابي عام 2010.
الكنيسة في العراق هي كنيسة الشهيد. وفي تلك الكنيسة التي تحمل نقشا على الحجر لذكرى هؤلاء الشهداء، دوى الفرح في ذلك اللقاء. وإختلطت دهشتي لوجودي في وسطهم مع فرحتهم بوجود البابا بينهم.
(تستمر القصة أدناه)
اشترك في نشرتنا الإخبارية
وأشار البابا فرنسيس إلى أنه أخذ دعوته للتآخي أيضا إلى شمال العراق، إلى الموصل وبغديدا (المعروفة أيضا باسم قرقوش).
وأوضح أن إحتلال داعش تسبب في فرار الآلاف والآلاف من السكان، ومن بينهم العديد من المسيحيين من مختلف الطوائف والأقليات المضطهدة الأخرى، وخاصة الإيزيديين.
وقال مخاطبا العراقيين الذين فروا من البلاد: "تركتم كل شيء، مثل إبراهيم.
مثله حافظوا على الإيمان والأمل. كونوا نساجي الصداقة والأخوة أينما كنتم. وإذا استطعتم، عودوا".
وقال إن رسالة الإخوة ظهرت أيضا في القداس العام للرحلة في بغداد وأربيل.
وختم بالقول: "أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، فلنحمد الله على هذه الزيارة التاريخية، ولنواصل الصلاة من أجل تلك الأرض ومن أجل الشرق الأوسط".