مصر: قصّة اكتشاف أقدم مخطوطات الكتاب المقدّس

المخطوطة السينائيّة المخطوطة السينائيّة | Provided by: British Library/Pinterest

المخطوطة السينائيّة واحدة من أقدم نسخ الكتاب المقدّس، مكتوبة باللغة اليونانيّة على رقائق مصنوعة من أوراق نباتيّة عالية الجودة، باستخدام حبر أسود بقي محافظًا على جودته لأكثر من 1600 عام. ما قصّة اكتشاف هذه المخطوطة وتسميتها بـ«السينائيّة»؟

عثر عالم اللاهوت الألماني قسطنطين تيشندورف في خلال رحلته الأولى إلى الشرق الأوسط في العام 1944 على حوالى 43 رقًّا في دير القديسة كاترين بجبل سيناء في مصر.

بعدما فحص هذه الرقوق، تبيّن له أنّها نسخة من الترجمة السبعينيّة للعهد القديم، وتحتوي على أجزاء من سفر أخبار الأيّام الأوّل وإرميا ونحميا وأستير، مدوّنة بالأحرف اليونانيّة الكبيرة المنفصلة، قُسِّمَ كل رقّ منها إلى أربعة أعمدة، وكل عمود إلى 48 سطرًا. ويُعتقد أنها واحدة من بين 50 نسخة أمر الإمبراطور قسطنطين الأوّل بكتابتها. أُطلق على هذه الرقوق المُكْتَشَفَة تسمية «المخطوطة السينائيّة».

إلى ذلك، عرض رهبان الدير على تيشندورف أجزاءً أخرى من المخطوطة نفسها، احتوت على سفر أشعيا كاملًا وسفري المكابيين الأوّل والثاني، وأخبروه أن ضعف الكمّية الموجودة في السلّة من هذه المخطوطات تمّ حرقه.

وضع قسطنطين الـ43 رقًّا في مكتبة جامعة لايبزغ في ألمانيا في خلال عودته إلى أوروبا. وفي العام 1846، نشر محتوياتها، وأطلق عليها تسمية «مخطوطة فريدريك أوغسطس»، تكريمًا لملك البلاد والراعي لرحلاته الاستكشافيّة.

زار تيشندورف الدير مرّة ثانية في العام 1853، لكنه لم يعثر على أيّ مخطوطة جديدة. وفي العام 1859، زاره للمرّة الثالثة بتوجيه من القيصر الروسي ألكسندر الثاني، ووهبه الراهب المشرف على الدير نسخة من الترجمة السبعينيّة، فعاد بها إلى حجرته، وظلّ ساهرًا طوال الليل لدراستها لأنّ «النوم بدا تدنيسًا للمقدّسات» بحسب تعبيره، وسرعان ما اكتشف أن المخطوطة لم تحتوِ فقط على العهد القديم، بل احتوت أيضًا على العهد الجديد للكتاب المقدّس إذ ضمّت أجزاءً من أناجيل متى ويوحنا ولوقا وأعمال الرسل.

وقد أشار تيشندورف في أبحاثه إلى أن ناسخ هذه المخطوطات لم يكن شخصًا واحدًا بل أكثر، وعُرِفَ منهم ثلاثة تمتّعوا بأسلوب مميّز. كما كُتبت المخطوطة السينائيّة عبر الإملاء وليس عن طريق النقل من مخطوطة أخرى أقدم منها.

 

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته