حلب, الثلاثاء 28 فبراير، 2023
خلّف الزلزال الكارثي الذي ضرب سوريا وتركيا الكثير من القتلى والجرحى والمنكوبين وتسبّب بدمار عدد كبير من الكنائس والجوامع والأبنية السكنيّة. لكن كنيسة القديس بطرس في أنطاكيا تحدّت الزلزال وصمدت في وجهه لتشكّل علامةً تحضّ المسيحيين على التمسّك بأرضهم المقدّسة «مهد المسيحيّة الأولى».
كنيسة القديس بطرس، المعروفة بمغارة مار بطرس، واحدة من أقدم كنائس العالم، بُنِيَت بحسب التقليد المسيحي في القرن الأوّل الميلادي في أنطاكيا بقرار من الرسولين بطرس وبولس، ونُحِتَت داخل كهف حجري في جبل سيليبيوس الذي بشّر فيه بطرس بعد هروبه من أورشليم واليهوديّة نحو العام 39.
يبلغ عمق الكنيسة 13 مترًا وعرضها نحو 9.5 أمتار، أمّا ارتفاعها فيصل إلى 7 أمتار. داخل المغارة، يوجد نفقٌ من ناحية الجبل كانت المياه تتدفّق منه، ويُعتقد أنه استُخدم للاحتفال بعماد المؤمنين ومسح المرضى وللشرب أيضًا.
في القرن التاسع عشر، بنى الرهبان الكبوشيّون الواجهة الغربيّة للكنيسة، بناءً على طلب البابا بيوس التاسع، وفُتِحَت فيها ثلاثة أبواب، يُعدّ الأوسط أكبرها. أمّا المذبح الحجري وتمثال القديس بطرس داخل الكنيسة، فيعود بناؤهما إلى العصر الحديث. لحقت بالكنيسة أضرارٌ مرّاتٍ عدّة قبل أن يُعاد إصلاحها، ويُحكى أن إمبراطور فرنسا نابليون الثالث ساهم في ترميمها.